الأربعاء 8 أكتوبر 2025 02:59 مـ 16 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

اكتشاف مضاد مناعي جديد قادر على تحييد 98.5% من سلالات فيروس HIV.. بارقة أمل في مكافحة الإيدز

الأربعاء 8 أكتوبر 2025 12:31 مـ 16 ربيع آخر 1447 هـ
اكتشاف مضاد مناعي جديد قادر على تحييد 98.5% من سلالات فيروس HIV
اكتشاف مضاد مناعي جديد قادر على تحييد 98.5% من سلالات فيروس HIV

في إنجاز طبي مبشّر يبعث على الأمل، كشف فريق من الباحثين عن مضاد مناعي جديد يحمل اسم 04_A06، يتمتع بقدرة فريدة على تحييد أكثر من 98.5% من سلالات فيروس نقص المناعة البشرية (HIV-1) المعروفة حتى الآن،يأتي هذا الاكتشاف كخطوة واعدة في سياق الحرب العالمية المستمرة ضد فيروس HIV، الذي ما يزال يشكل أحد أخطر التحديات الصحية.

كيف يعمل المضاد 04_A06؟

216.73.216.81

يتميّز فيروس HIV بقدرته الفائقة على التكيف والتطور، مما يجعله مراوغًا بارعًا يتفوق على معظم أنواع الأجسام المضادة. غير أن المضاد الجديد 04_A06 استطاع تخطي هذا التحدي عبر استهداف مواقع دقيقة وثابتة على سطح الفيروس، وهي مناطق يصعب على الفيروس تغييرها دون فقدان قدرته على العدوى.

وخلال الاختبارات المخبرية، أظهر 04_A06 قدرة عالية على الارتباط بهذه المواقع، ما يؤدي إلى تعطيل نشاط الفيروس ومنعه من إصابة الخلايا السليمة.

نتائج مثيرة من الاختبارات المعملية

لتقييم مدى فاعلية هذا المضاد، قام الباحثون باختباره على 337 سلالة من فيروسات HIV الزائفة المعدلة مخبريًا، وهي تمثل طيفًا واسعًا من التحورات المنتشرة عالميًا. وقد كانت النتيجة مثيرة للإعجاب:

  • لم تُظهر سوى 5 إلى 9 سلالات مقاومة ملحوظة.

  • نجح 04_A06 في تحييد نحو 80% من السلالات التي تمكنت من الهروب من مضاد VRC01، أحد أقوى الأجسام المضادة المستخدمة حاليًا.

  • امتلك المضاد نطاق تحييد واسع وغير مسبوق مقارنة بالخيارات العلاجية السابقة.

لماذا يُعد هذا الاكتشاف مهمًا؟

رغم التقدم في العلاجات المضادة للفيروسات القهقرية (ART) التي تساعد على السيطرة على فيروس HIV، إلا أن العالم ما زال يفتقر إلى علاج شافٍ أو لقاح وقائي فعّال. هنا يأتي دور 04_A06، الذي يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة في المجالات التالية:

  • تحسين فعالية لقاحات HIV الحالية والمستقبلية.

  • دعم العلاجات الوقائية مثل PrEP.

  • توفير خط دفاع جديد ضد الفيروسات المتحورة التي تُظهر مقاومة للعلاجات الحالية.

تحديات المرحلة القادمة

على الرغم من الأمل الكبير الذي يحمله هذا الاكتشاف، إلا أن تحويله إلى علاج عملي قابل للاستخدام البشري يتطلب تجاوز عدة تحديات مهمة:

  • إجراء تجارب سريرية على البشر لتأكيد أمان وفعالية المضاد.

  • دراسة قدرة الفيروس على تطوير مقاومة لموقع الارتباط المستهدف.

  • تكلفة الإنتاج والتوزيع، والتي يجب أن تكون مناسبة لتوفيره بشكل عادل للمجتمعات الأكثر تضررًا بالفيروس، خصوصًا في الدول النامية.

خطوة نحو اختراق علمي حاسم

يُعتبر المضاد المناعي 04_A06 بارقة أمل حقيقية في مجال مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية، وقد يكون اللبنة الأساسية لتطوير لقاحات أكثر فاعلية أو حتى علاج شامل في المستقبل.

وإذا نجح هذا المضاد في اجتياز المراحل السريرية القادمة، فقد يمثل نقلة نوعية في مسار القضاء على الإيدز، ليس فقط من خلال تحييد الفيروس، بل عبر سد الثغرات التي استغلها لعقود في مقاومة العلاجات.