الأربعاء 8 أكتوبر 2025 04:37 مـ 16 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

الكالسيوم.. المعدن الحيوي لصحة العظام والبشرةعلامات نقصه تبدأ من الأظافر

الأربعاء 8 أكتوبر 2025 12:25 مـ 16 ربيع آخر 1447 هـ
الكالسيوم: المعدن الحيوي لصحة العظام والبشرة
الكالسيوم: المعدن الحيوي لصحة العظام والبشرة

يُعتبر الكالسيوم من العناصر المعدنية الأساسية التي يحتاجها جسم الإنسان بشكل يومي للحفاظ على توازنه الحيوي ووظائفه الأساسية. وعلى الرغم من أن الكالسيوم معروف غالبًا بدوره في تقوية العظام والأسنان، إلا أن تأثيره يتجاوز ذلك ليشمل كل خلية وعضو في الجسم، من العضلات إلى الأعصاب والبشرة والأظافر.

216.73.216.81

ورغم وفرة الكالسيوم في الجسم، فإن أي خلل في مستوياته قد يؤدي إلى أعراض ظاهرة وأخرى خفية، بعضها يظهر على السطح الخارجي مثل البشرة والأظافر، مما يجعله مؤشرًا مبكرًا على وجود نقص قد يتطور بمرور الوقت.

لماذا يحتاج الجسم إلى الكالسيوم؟

يؤدي الكالسيوم عددًا من الوظائف الحيوية المهمة، تشمل:

  • انقباض العضلات

  • تنظيم نبضات القلب

  • نقل الإشارات العصبية

  • تخثر الدم

  • إفراز الهرمونات

ومع ذلك، يُخزن نحو 99% من الكالسيوم الموجود في الجسم داخل العظام والأسنان، كاحتياطي يُلجأ إليه عندما تقل مستويات الكالسيوم المتوفرة من الغذاء أو المكملات الغذائية.

وعندما يعاني الجسم من نقص في الكالسيوم، يبدأ في سحب ما يحتاجه من هذا المخزون الصامت، ما قد يؤدي إلى هشاشة العظام على المدى البعيد، فضلًا عن ظهور علامات خارجية تشير إلى الخلل.

علامات نقص الكالسيوم تظهر على الجلد والأظافر

1. أظافر هشة وسريعة الكسر

من أولى العلامات المرئية لنقص الكالسيوم هي هشاشة الأظافر، حيث تصبح قابلة للكسر بسهولة، أو تنمو ببطء.
الكالسيوم يُشارك في تكوين طبقة الكيراتين التي تعزز من صلابة الأظافر، ونقصه يؤدي إلى فقدان اللمعان والمرونة، وقد تظهر تموجات أو خطوط على سطح الظفر في الحالات المتقدمة.

2. جفاف البشرة وفقدان الإشراق

يساهم الكالسيوم في تجديد خلايا الجلد والحفاظ على الترطيب الطبيعي. وعند انخفاض مستوياته، تبدأ البشرة في الجفاف، وقد يظهر تشقق خفيف أو شعور بالحكة، خاصة في المناطق المعرضة كـ اليدين والساقين.

3. مشكلات جلدية مزمنة

ربطت بعض الأبحاث بين نقص الكالسيوم المزمن وظهور أمراض جلدية مثل الإكزيما والصدفية.
ويُعتقد أن الكالسيوم يلعب دورًا في تنظيم استجابة الجلد للالتهاب، مما يجعل البشرة أكثر عرضة للمهيجات البيئية في حال انخفاض معدله في الجسم.

أعراض داخلية تصاحب نقص الكالسيوم

لا تتوقف تأثيرات نقص الكالسيوم على المظهر الخارجي، بل تمتد لتشمل:

  • تقلصات عضلية متكررة

  • خدر أو وخز في الأطراف

  • إرهاق دائم لا يرتبط بقلة النوم

  • اضطرابات في ضربات القلب

  • ضعف الذاكرة وصعوبة في التركيز

في حالات النقص الحاد أو المزمن، قد تتطور الأعراض لتؤثر على الجهاز العصبي أو العضلي، ما يستدعي التدخل الطبي العاجل.

ما الأسباب الشائعة لنقص الكالسيوم؟

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى انخفاض مستوى الكالسيوم في الجسم، من بينها:

  • عدم تناول كميات كافية من الأطعمة الغنية بالكالسيوم، مثل منتجات الألبان، والأسماك، والخضروات الورقية.

  • مشكلات في امتصاص الكالسيوم داخل الأمعاء، نتيجة أمراض مزمنة أو استخدام بعض الأدوية.

  • اضطرابات في الغدة الجار درقية، وهي المسؤولة عن تنظيم الكالسيوم في الدم.

  • تغيرات هرمونية، خاصة لدى النساء بعد انقطاع الطمث.

  • العوامل الوراثية أو تناول أدوية تقلل من قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم.

متى يجب زيارة الطبيب؟

إذا لاحظت أي تغيّرات مفاجئة في مظهر الأظافر أو البشرة لا يمكن تفسيرها بسهولة، فقد يكون الوقت مناسبًا لإجراء تحليل دم بسيط لقياس مستوى الكالسيوم.

يؤكد الأطباء أن التشخيص المبكر لنقص الكالسيوم يُسهم في منع تطور مضاعفات خطيرة مثل هشاشة العظام، أو الاضطرابات العصبية.

كيف تدعم جسمك بالكالسيوم؟

  • تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم بانتظام.

  • احرص على التعرض اليومي لأشعة الشمس لتحفيز إنتاج فيتامين D، الضروري لامتصاص الكالسيوم.

  • استشر الطبيب بشأن المكملات الغذائية إذا كنت لا تحصل على كفايتك من الغذاء.

  • تابع مستويات الكالسيوم دورياً، خاصة إذا كنت ضمن الفئات المعرضة للخطر (كبار السن، النساء بعد سن الأربعين، مرضى الجهاز الهضمي).

يظل الكالسيوم حجر أساس لا غنى عنه في بناء صحة الجسم من الداخل والخارج، وبينما ينشغل الكثيرون بالعناية الخارجية بالبشرة والأظافر، فإن الصحة الجمالية الحقيقية تبدأ من الداخل، وتحديدًا من توازن العناصر الغذائية الحيوية مثل الكالسيوم.

لذلك، لا تتجاهل الإشارات التي يرسلها لك جسدك، إذا لاحظت تغيّرات غير معتادة في مظهرك أو شعرت بأعراض غير مبررة، فربما يكون الوقت قد حان لإعادة النظر في نظامك الغذائي وإجراء الفحوصات اللازمة.