الأحد 12 أكتوبر 2025 10:46 صـ 20 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

نوبة عابرة أم خطر داهم.. ما لا تعرفه عن ”النوبة الإقفارية العابرة” وإنذارها الصامت

الأحد 12 أكتوبر 2025 12:02 مـ 20 ربيع آخر 1447 هـ
نوبة عابرة أم خطر داهم.. ما لا تعرفه عن "النوبة الإقفارية العابرة" وإنذارها الصامت
نوبة عابرة أم خطر داهم.. ما لا تعرفه عن "النوبة الإقفارية العابرة" وإنذارها الصامت

قد يشعر البعض بلحظة غريبة تستمر لدقائق معدودة: تشوش في الرؤية، ضعف مفاجئ في أحد الأطراف، أو صعوبة في النطق، ما تلبث هذه الأعراض أن تختفي سريعًا، فيُظن أنها مجرد دوخة عابرة أو إرهاق مؤقت، لكن في الحقيقة، هذه الأعراض قد تكون جرس إنذار مبكر لسكتة دماغية محتملة.

ما هي النوبة الإقفارية العابرة TIA؟

216.73.216.162

تحدث النوبة الإقفارية العابرة عندما يتوقف تدفق الدم إلى جزء من الدماغ بشكل مؤقت، ما يؤدي إلى نقص الأكسجين في المنطقة المتضررة، ثم يعود التدفق إلى طبيعته بعد ثوانٍ أو دقائق. في معظم الحالات، لا تترك النوبة آثارًا واضحة على التصوير بالرنين المغناطيسي، لكن العلماء اليوم يشككون في كونها "مؤقتة تمامًا".

فبحسب الأطباء، TIA لا يجب اعتبارها "نوبة خفيفة"، بل إشارة مبكرة لوجود خلل في الأوعية الدماغية قد يؤدي إلى سكتة دماغية كبرى في المستقبل القريب إن لم يتم التدخل.

الفرق بين TIA والسكتة الدماغية

الفرق الأساسي بين النوبة الإقفارية العابرة والسكتة الدماغية يكمن في:

المعيار TIA السكتة الدماغية
المدة دقائق إلى ساعة تستمر لساعات أو أكثر
الضرر مؤقت (عادةً) دائم ومميت أحيانًا
الأعراض تختفي سريعًا تبقى وقد تزداد سوءًا
التصوير لا يظهر ضرر دائم

يظهر تلف في أنسجة الدماغ

دراسة واسعة تكشف الآثار طويلة المدى

في واحدة من أضخم الدراسات حول هذا الموضوع، تابع الباحثون أكثر من 30,000 شخص في منتصف العمر لمدة تجاوزت 14 عامًا. تم رصد حالات الإصابة بـ TIA، ومقارنتها بمجموعتين: من أصيبوا بسكتات دماغية فعلية، ومن لم يتعرضوا لأي من الحالتين.

أبرز النتائج:

  • من عانوا من نوبات إقفارية عابرة أظهروا تراجعًا إدراكيًا تدريجيًا بمرور الوقت.

  • التدهور المعرفي كان أقل حدة من السكتات الدماغية، لكنه أوضح مقارنة بالأشخاص الأصحاء.

  • البعض أظهروا علامات خرف مبكر بعد سنوات من النوبة الأولى.

لماذا تترك TIA أثرًا رغم قصرها؟

تشير الأبحاث إلى عدة أسباب تفسر هذه الظاهرة:

  1. اختلال الحاجز الدموي الدماغي
    انقطاع الدم المؤقت قد يزيد من نفاذية هذا الحاجز، مما يسمح بتسرب مواد ضارة إلى الدماغ.

  2. الالتهاب وتراكم البروتينات السامة
    مثل بروتين "الأميلويد" المرتبط بمرض الزهايمر، والذي قد يُحفز بعد النوبة.

  3. تكرار النوبات دون ملاحظة
    بعض المرضى يتعرضون لنوبات خفيفة متكررة دون تشخيص، مما يؤدي إلى تدهور بطيء ومزمن.

  4. الخرف الوعائي
    تلف الأوعية الدقيقة المغذية للدماغ يمكن أن يؤدي إلى نوع خاص من الخرف، يُعرف بالخرف الوعائي.

التشخيص الدقيق ضرورة وليس خيارًا

الدراسة الأخيرة اعتمدت على تقنيات تصوير متقدمة أثبتت أن بعض من أصيبوا بـ TIA لم تظهر لديهم آفات دماغية، ما يعني أن التلف كان مؤقتًا فعلاً، لكن الأثر الإدراكي ظهر لاحقًا.

المتابعة العصبية والنفسية ضرورية، لأن إهمال التشخيص قد يؤدي إلى ضياع فرصة التدخل الوقائي قبل حدوث ضرر دائم.

كيف يمكن الوقاية من TIA والسكتة الدماغية؟

الوقاية تبدأ من التحكم في عوامل الخطر الوعائية المشتركة، وتشمل:

  • مراقبة ضغط الدم بشكل منتظم.

  • التحكم في مستويات السكر والكوليسترول.

  • الإقلاع عن التدخين نهائيًا.

  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

  • مراجعة الطبيب فور ظهور أي أعراض عصبية غريبة، حتى لو استمرت لدقائق فقط.

النوبة الإقفارية العابرة ليست "عارضًا بسيطًا"، بل صفارة إنذار صامتة قد تنقذ حياة الإنسان إذا تم التعامل معها بجدية، لا تهمل الأعراض القصيرة، ولا تعتمد على الزمن كدليل على الشفاء، فالأثر قد يظهر بعد سنوات.