إنجاز يمني يُخلّد في الذاكرة.. ريمة تُنتج أول زيتون يمني بجودة عالية

في بشرى تُبشر بتحولٍ زراعي واعد، زفّ مزارعون في محافظة ريمة باليمن خبرًا سارًّا يُعيد رسم خريطة الإنتاج الزراعي في المنطقة، بعد أن أثمرت التجربة الأولى لزراعة الزيتون نتائج مبهرة فاقت التوقعات.
216.73.216.162
وأكد المزارعون أن المناخ المعتدل والتربة الخصبة في المحافظة أثبتت جدارتها كبيئة مثالية لاستزراع هذا المحصول الاستراتيجي، الذي طالما ارتبط بتراث البحر الأبيض المتوسط، لكنه اليوم يبدأ فصلًا جديدًا في قلب اليمن.
وأوضح المزارعون أن أشجار الزيتون التي تم زراعتها خلال الموسم الزراعي الماضي أظهرت مؤشرات نموٍّ قوية، من حيث الارتفاع والكثافة الخضرية، بل وتُوّجت التجربة بإنتاج أولى ثمارها ذات الجودة العالية، ما يُعدّ إنجازًا ملموسًا في زمن قياسي بالنسبة لمحصول معروف بطبيعته البطيئة في الإثمار.
ويُشير هذا النجاح إلى إمكانية تحويل ريمة إلى سلة زيتون وطنية في المستقبل القريب، لا سيما مع توافر المساحات الزراعية المناسبة والدعم المتزايد من جهات الاختصاص. ويرى الخبراء أن هذا التحوّل قد يُسهم بشكل كبير في تقليص فاتورة الاستيراد السنوية من زيت الزيتون ومنتجاته، والتي تستنزف ملايين الدولارات من الاقتصاد الوطني، في وقتٍ تزداد فيه الحاجة إلى تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من المحاصيل الأساسية.
ويعرب المزارعون عن تفاؤلهم بتوسيع نطاق زراعة الزيتون في المواسم القادمة، داعين الجهات المعنية إلى دعم المبادرة عبر توفير الشتلات المحسّنة، وتقديم الإرشاد الفني، وتمكين المزارعين من تقنيات الري الحديثة، بما يضمن استدامة هذا المشروع الواعد وتحوله إلى ركيزة اقتصادية حقيقية لأبناء المحافظة.
ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها جزء من جهود أوسع لإحياء الزراعة في اليمن، وتنويع مصادر الدخل الريفي، وإعادة الاعتبار للأرض كخزان استراتيجي للثروة والغذاء.