ثورة الفنانين الجائعين في صنعاء ترعب الحوثي… والجماعة تهدد: ”لا يشكو من الوضع المعيشي إلا عميل”

اتهم القيادي السلالي في مليشيات الحوثي، أحمد مطهر الشامي، جهات خارجية بالوقوف وراء الأصوات المنتقدة للأوضاع المعيشية المزرية في مناطق سيطرة الجماعة، محذرًا من ما وصفه بـ"استغلال مواقع التواصل لخدمة أجندات معادية".
وكالعادة، وبدلا من معالجة الأوضاع المعيشية، زعم الشامي، في تدوينة نشرها على منصة "إكس"، إن أجهزة استخبارات سعودية وإماراتية استقطبت مؤثرين يمنيين عبر رحلات إلى السعودية تحت غطاء "العمرة"، وأخرى إلى مصر، بهدف توجيههم للتحريض على حكومته الانقلابية بصنعاء.
وأضاف أن هذه الجهات تسعى لإثارة السخط الشعبي والتغطية على ما وصفه بـ"جرائم العدوان والحصار"، مشيرًا إلى أن بعض المؤثرين رفضوا تنفيذ تلك التوجيهات، بينما استجاب آخرون مقابل مبالغ مالية.
تصريحات الشامي جاءت في أعقاب موجة غضب متصاعدة عبّر عنها فنانون وممثلون في العاصمة صنعاء، احتجاجًا على تدهور أوضاعهم المعيشية، وسط تجاهل تام من سلطات الجماعة لمعاناتهم اليومية.
وكان الممثل اليمني سلطان الجعدبي قد أطلق صرخة مؤثرة من وسط صنعاء، كشف فيها عن ظروف قاسية يعيشها الفنانون، مؤكدًا أن "الممثلين ماتوا من الجوع"، وأن الوعود التي أطلقها زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط لم تُنفذ.
وفي مقطع فيديو رصده موقع "المشهد اليمني"، ظهر الجعدبي بلحية يغلبها الشيب، متحدثًا بانفعال شديد عن معاناة الفنانين، وموجّهًا انتقادات حادة لقيادات الجماعة، قائلاً: "لا تدفعوا الممثلين لبيع أنفسهم بسبب جوعهم وجوع أطفالهم".
بعد يوم واحد فقط، خرج الممثل أنيس العنسي في تسجيل مصوّر، متحدّثًا عن واقع مأساوي يعيشه الفنانون في صنعاء، حيث دفعتهم الأوضاع الاقتصادية وانقطاع الرواتب إلى التسوّل لتأمين قوت يومهم. وقال العنسي إن الفن في صنعاء يعيش "أسوأ مراحله"، في ظل استمرار الجماعة في قطع المرتبات وتشديد القيود على الإنتاج الدرامي، ما دفع العديد من الفنانين إلى ترك المهنة أو البحث عن أعمال بديلة.
وأشار إلى أن الأزمة لا تقتصر على الجانب المادي، بل تشمل التضييق الإداري والفني وغياب أي دعم رسمي للأنشطة الثقافية، مؤكداً أن "الفنانين أصبحوا منسيين تمامًا، رغم أنهم جزء من هوية المجتمع وثقافته".
تصريحات العنسي جاءت بعد موجة تضامن واسعة مع الجعدبي، الذي كشف عن معاناته الشخصية، مؤكداً أنه اضطر لتسجيل الفيديو بعد أن أُغلقت في وجهه كل السبل، في ظل تجاهل الجهات المعنية لمعاناة الفنانين في مناطق سيطرة الحوثيين.
216.73.216.162
وتجدر الإشارة إلى أن جماعة الحوثي دأبت خلال السنوات الأخيرة على إنتاج عشرات الأعمال الدرامية الرمضانية، التي تروّج لسرديتها الطائفية والسياسية، مستغلة الممثلين في تلك المناطق بشكل فاضح، مقابل أجور زهيدة تُمنح فقط خلال موسم التصوير، دون أي دعم أو رعاية مستدامة.
كما يمارس الحوثيون تمييزا عنصريا ممنهجا بين الممثلين المنتمين لسلالتهم والممثلين من عامة اليمنيين، حيث يحظى السلاليون بامتيازات مالية ووظيفية كبيرة، تشمل رواتب مرتفعة، سيارات، ومناصب في وزارتي الثقافة والإعلام ومكاتبهما التابعة للجماعة، في حين يُترك بقية الفنانين لمواجهة الفقر والتهديدات السياسية، دون أي ضمانات أو حقوق مهنية.