جندي يمني يعثر على قطعة ”عنبر ” تُقدّر بمليون ريال سعودي ويرفض بيعها!”

في حادثة تجمع بين الحظ الاستثنائي والفطنة الاقتصادية، عثر جندي يمني من الكتيبة الثانية في اللواء الثاني التابع لـقوات درع الوطن على قطعةٍ نادرة من "العنبر الدخني" (Ambergris)—المادة العطرية التي يُطلق عليها لقب "ذهب البحر" لقيمته البالغة في صناعة العطور الفاخرة.
وبحسب مصادر مطلعة، فقد أثار الاكتشاف اهتمامًا واسعًا فور الإعلان عنه، إذ تلقّى الجندي عرضًا ماليًّا ضخمًا بلغ مليون ريال سعودي من تجار متخصصين في المواد الخام العطرية. لكنه، ورغم الإغراء المالي الكبير، رفض بيع القطعة، مشيرًا إلى ندرتها العالمية والقيمة التاريخية والاقتصادية الفريدة التي تمثّلها.
ما هو "العنبر الدخني"؟
يُعدّ العنبر الدخني أحد أنواع العنبر الطبيعي الذي يتكوّن داخل جهاز هضمي لـحوت العنبر (Sperm Whale)، وينتج كرد فعل لحماية بطانة المعدة من منابع الحبار التي يتناولها الحوت. وبعد سنوات من التعرّض لمياه البحر والشمس والهواء، يتحوّل هذا الإفراز إلى مادة شمعية ذات رائحة معقّدة—تُستخدم كـمثبّت طبيعي في صناعة أرقى العطور الفاخرة في العالم، مثل عطور Chanel No. 5 وMaison Francis Kurkdjian.
ويُصنّف هذا النوع من العنبر على أنه الأجود والأغلى عالميًّا، نظرًا لندرته وخصائصه الكيميائية التي تمنح العطور ثباتًا استثنائيًا وعمقًا حسيًّا لا تضاهيه أي مادة صناعية.
قرار واعٍ في زمن الربح السريع
رغم العرض المالي الضخم، أوضح الجندي اليمني—الذي فضّل عدم الكشف عن هويته—أنه يرى في القطعة كنزًا طبيعيًّا لا يُقدّر بثمن، خاصةً أن مثل هذه الاكتشافات أصبحت نادرة جدًّا في البحار العربية. ولفت إلى أن قراره بعدم البيع يأتي من وعيٍ بـالقيمة العلمية والثقافية للمادة، وليس فقط من منطلق مالي.
العنبر في السوق العالمية
في الأسواق الدولية، يُباع الجرام عالي الجودة من العنبر الدخني بأسعار تتراوح بين 10 إلى 20 دولارًا أمريكيًا أو أكثر، وقد تُقدّر القطع الكبيرة بمئات الآلاف، بل وحتى الملايين، خصوصًا إذا كانت نقية وذات رائحة مميزة. ولطالما ارتبط العنبر في الثقافة العربية بالفخامة والهدايا الملكية، وكان يُستخدم قديمًا كعطر ودواء ورمز للثراء.