الإثنين 27 أكتوبر 2025 11:40 مـ 6 جمادى أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

الحوثيون يُضخّمون مأساة صيادين مدنيين في جزيرة كمران ويزعمون انتماءهم لصفوفهم

الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 12:02 صـ 7 جمادى أول 1447 هـ
الصياديون
الصياديون

في محاولةٍ جديدةٍ لتضليل الرأي العام واستغلال أوجاع المدنيين لخدمة أجندتها الدعائية، زعمت جماعة الحوثي أن ثلاثة من أبناء جزيرة كمران، الذين لقوا حتفهم جراء انفجار لغمٍ من ألغامها المزروعة في الجزيرة، هم "مجاهدون" يقاتلون في صفوفها — في حين أن الحقيقة تكشف أنهم صيادون مدنيون لا صلة لهم بالصراعات المسلحة.

وبحسب مصادر محلية مطلعة في محافظة الحديدة، فإن الضحايا الثلاثة — نعيم عبده دوم، وأسلم عبده دوم، وعيسى بصيلي (خال الشهيدين) — كانوا في رحلة صيد اعتيادية على شاطئ "مهب الريح" في جزيرة كمران، حين داسوا دون قصد على لغمٍ أرضي زرعته الجماعة في المنطقة، ما أدّى إلى انفجارٍ مدوٍّ أنهى حياتهم على الفور.

المصادر أكدت أن الضحايا كانوا يسعون وراء رزقهم اليومي، كأي صيادٍ يمني يعيل أسرته من كدّ يده، وليسوا مقاتلين ولا منتمين لأي طرفٍ عسكري. ورغم ذلك، سارعت الجماعة إلى تبنيهم إعلامياً، ونشرت صورهم مرفقة بعباراتٍ تمجّد "استشهادهم في سبيل الله"، في محاولةٍ صارخة لاستغلال موتهم وتحويل مأساتهم إلى ورقة دعائية.

كمران... جزيرةٌ منكوبة بالألغام

تُعدّ جزيرة كمران، الواقعة في البحر الأحمر غرب اليمن، واحدة من أكثر المناطق تضرراً من الألغام الحوثية، التي زُرعت بشكل عشوائي خلال سيطرة الجماعة عليها. وقد تكرّرت حوادث الانفجار هناك، ليس فقط بين الصيادين، بل حتى بين الأطفال والرعاة، ما حوّل الجزيرة إلى حقلٍ موتٍ يهدّد حياة السكان المدنيين يومياً.

الناشط الحقوقي محمد الحرازي علّق على الحادث قائلاً:

"هذا ليس استشهاداً، بل جريمة قتلٍ بطيئة. الجماعة تزرع الموت ثم تتاجر بأجساد الضحايا. كمران بحاجة عاجلة إلى نزع الألغام، لا إلى خطابٍ دعائي يُزيّف الواقع."

خلف الكاميرا... الحقيقة المُغيّبة

بينما تنشر الجماعة صور الضحايا بزيّ "الشهيد المُجاهد"، تبقى الحقيقة المرة أن هؤلاء الرجال كانوا يحملون شباك الصيد، لا البنادق. وعائلاتهم، التي تنتظر عودتهم من البحر كل يوم، تفاجأت بنبأ وفاتهم عبر منشوراتٍ إعلامية تزعم ولاءً لم يُعلنوه قط.