لقاء مسقط السري.. هل يفتح الطريق أمام تسوية شاملة في اليمن؟

في تطورٍ لافت يعكس التحركات الدبلوماسية المكثفة على الساحة اليمنية، كشفت مصادر مطلعة عن لقاء سري جمع المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، بقيادات بارزة من جماعة الحوثيين في العاصمة العُمانية مسقط قبل عدة أيام.
وأشارت المصادر إلى أن اللقاء -الذي تم بوساطة عُمانية- تناول بحث آخر المستجدات على الساحة اليمنية، وسط تصاعد التوترات بين الجماعة والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، خاصةً بعد الهجمات المتكررة التي نفذتها الجماعة ضد المصالح الأمريكية والمواقع المرتبطة بالتحالف في مختلف المناطق اليمنية.
وأفادت المصادر بأن قيادات الحوثيين استغلت اللقاء لإبلاغ المبعوث الأمريكي بموقفها الجديد، الذي وصفته بـ"الاستسلام"، دون تفاصيل دقيقة حول طبيعة هذا الاستسلام أو مدى جديته. كما طالبت الجماعة خلال الاجتماع الجانب الأمريكي بوقف الهجمات الجوية التي تنفذها الولايات المتحدة ضد معاقلها ومواقعها العسكرية داخل اليمن.
ومن أبرز النقاط التي تم التطرق إليها خلال اللقاء، تعهد الطرف الحوثي بعدم استهداف السفن المدنية والعسكرية في البحر الأحمر بدءًا من اليوم التالي للقاء، في خطوة قد تُعد تهدئة مؤقتة من جانب الجماعة في ظل التصعيد الأخير.
ويأتي هذا اللقاء في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثيين، حيث شن الجيش الأمريكي خلال الأيام الماضية ضربات جوية استهدفت مواقع متعددة للجماعة رداً على هجمات صاروخية واستخدام الطائرات المُسيّرة ضد المصالح الأمريكية والسفن في البحر الأحمر.
وتُعد هذه الاتصالات الجديدة مؤشرًا على استمرار المساعي الدولية لإيجاد مخرج دبلوماسي للأزمة اليمنية، في وقت تستمر فيه الحرب منذ نحو ثماني سنوات دون حل سياسي شامل.
ويُنتظر أن تعلن وزارة الخارجية الأمريكية موقفها الرسمي من اللقاء في الساعات القادمة، بينما تترقب الأطراف المعنية تطورات المشهد على الأرض، خاصةً في حال صحت التزام الحوثيين بعدم استهداف الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وهو ما قد يؤثر إيجابًا على حسابات التحالف الدولي في المرحلة المقبلة.