الأربعاء 14 مايو 2025 05:39 مـ 17 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

قصة من عبق التاريخ حين خَدعت الرمال الجنرال.. اكتشف سر الهزيمة الفرنسية في صحراء الجزائر

الأربعاء 14 مايو 2025 03:52 مـ 17 ذو القعدة 1446 هـ
هزيمة فرنسا في صحراء الجزائر
هزيمة فرنسا في صحراء الجزائر

في عام 1852، ومع اشتداد حملات الاحتلال الفرنسي على جنوب الجزائر، قرر الجنرال بوسكيه قيادة حملة عسكرية ضخمة نحو منطقة الأغواط الصحراوية، مدعومًا بمئات الجنود وعدد هائل من العتاد العسكري. ظنّ الجنرال أن السيطرة على الجنوب ستكون مجرد نزهة عسكرية، وأن الرمال لا تقف بوجه الإمبراطوريات.

خطة المقاومة.. الرمال تتحوّل لسلاح

لكن ما لم يعرفه الفرنسيون أن المقاومين الجزائريين كانوا يراقبونهم بصمت، وقد رسموا خطة محكمة لاستدراج القوات إلى أعماق الصحراء. استخدم المقاومون حيلًا بدوية مثل طمس الآثار وتضليل طرق القوافل، حتى بات الجيش الفرنسي يتوغل في الصحراء دون وجهة واضحة.

الرمال تبتلع الجيش

شيئًا فشيئًا، بدأت المؤن تنفد، والجنود يصارعون العطش والحر. غابت المعالم عن أعينهم، وتحولت الرمال إلى لعنة تصفع الجنود في وضح النهار. بقي الجنرال بوسكيه عاجزًا عن تحديد موقعه، فيما تناثر الجنود على مساحات واسعة، بعضهم هلك، وبعضهم أُسر، وآخرون عادوا منهارين إلى العاصمة.

هزيمة غير متوقعة تهز باريس

حين وصلت أنباء الهزيمة إلى باريس، صُدمت الحكومة الفرنسية من حجم الفشل، إذ إن الحملة التي كانت مقررة لإخضاع الأغواط تحولت إلى نقطة سوداء في تاريخ الحملة الاستعمارية. وقد تم تحميل الجنرال بوسكيه مسؤولية الكارثة، بينما احتفل الجزائريون بنصر معنوي زلزل ثقة الفرنسيين بأنفسهم.

لماذا لا تزال هذه الواقعة تُروى اليوم؟

لم تكن تلك الهزيمة الكبرى نتيجة سلاح أو عتاد، بل نتيجة ذكاء مقاومة محلية عرفت كيف توظف بيئتها لصالحها. ولا تزال الحكاية تُروى حتى اليوم في الجنوب الجزائري، حيث يحكي الأهالي كيف هزمت الرمال جنرالًا، وكيف انتصرت الأرض على الإمبراطورية.

موضوعات متعلقة