الجمعة 16 مايو 2025 02:20 صـ 19 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

لماذا غابت غزة عن قمة ترامب الخليجية؟ (تحليل بالفيديو)

الخميس 15 مايو 2025 11:38 مـ 18 ذو القعدة 1446 هـ
القمة الخليجية
القمة الخليجية

قالت الدكتورة تمارا حداد، الباحثة السياسية، إن القضية الفلسطينية غابت عن أولويات القمة الخليجية الأمريكية التي انعقدت مؤخرًا، مرجعة ذلك إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وضع نصب عينيه خلال زيارته تعزيز الملفات الاقتصادية والاستثمارية والدفاعية مع دول الخليج، متجاهلًا ملفات الصراع العربي – الإسرائيلي، وعلى رأسها الوضع في فلسطين وقطاع غزة.

الميثاق الاقتصادي أولوية ترامب في المنطقة

أوضحت حداد، في مداخلة متلفزة عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن زيارة ترامب للمنطقة لا ترتكز على دعم القضية الفلسطينية أو مناقشة العدوان المستمر على غزة، وإنما جاءت في إطار "تفقد القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط"، خصوصًا في دول الخليج، مع تركيز واضح على البعد الاقتصادي والدفاعي والأمني.

وشددت على أن ترامب يسعى إلى تحقيق مكتسبات سياسية آنية، سواء كانت لتحسين صورته على المستوى الداخلي داخل الولايات المتحدة، أو في سياق تعزيز النفوذ الأمريكي خارجيًا، لا سيما في منطقة الخليج العربي.

زيارة تكتيكية وهدوء إعلامي سرعان ما يتبعه تصعيد

تابعت حداد بأن حديث ترامب عن رغبته في تحقيق الهدوء والسلام في المنطقة لا يتعدى كونه مناورة إعلامية سياسية لحظية وتكتيكية، سرعان ما تتلاشى بانتهاء زيارته، مؤكدة أن التصعيد سيعود إلى غزة، كما هو معتاد بعد كل جولة سياسية أمريكية.

وأضافت: "الدليل على ذلك هو التناقض الكبير بين تصريحات ترامب وتصريحات البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية، حيث أكدت الإدارة الأمريكية في تصريحاتها الأخيرة أنها لا تستطيع وقف الحرب على غزة، لأن إسرائيل هي الطرف الوحيد المسؤول عن الوضع هناك".

وأشارت إلى أن البيت الأبيض قد يكون أكثر صدقًا من ترامب، لأنه لا يستطيع مخالفة توجهات الدولة العميقة أو رفض مطالب اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، ما يعني أن التصريحات السياسية لا تعكس أي نوايا فعلية لتغيير السياسات أو وقف العدوان.

إسرائيل ترفض أي مقترحات للهدنة سوى "مقترح ويتكوف"

في سياق متصل، كشفت حداد أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حسم موقفه بشكل قاطع، مؤكدًا تمسكه فقط بـ"مقترح ويتكوف"، ورفضه لأي تعديلات عليه، رغم أن المبعوث الأمريكي طرح بديلًا وسطيًا بين متطلبات حركة حماس ومطالب إسرائيل.

ويتضمن مقترح ويتكوف وقفًا مؤقتًا للعمليات العسكرية لمدة 45 يومًا، يتم خلالها إطلاق سراح نصف عدد الرهائن الأحياء الإسرائيليين، وتسليم نصف جثامين القتلى، إلا أن الاحتلال يشترط نزع سلاح المقاومة، والقضاء التام على حركة حماس، ثم إعادة هيكلة غزة ديموغرافيًا وجغرافيًا.

ووفقًا لحداد، فإن الخطة تهدف إلى تقليص مساحة قطاع غزة إلى ما يعادل 30% أو 40% من المساحة الكلية، بهدف تقليص التعداد السكاني الفلسطيني، البالغ أكثر من مليونين ومئة ألف نسمة، وتحويلهم إلى أقلية محصورة جغرافيًا.

"الهجرة المنظمة" من غزة: تصفية غير معلنة للقضية الفلسطينية

أبرزت الباحثة السياسية أن مخطط التهجير القسري للفلسطينيين يتم تنفيذه على الأرض بشكل يومي، موضحة أن دائرة الهجرة الإسرائيلية تُشرف على مغادرة مئات الفلسطينيين من غزة عبر مطار رامون بشكل يومي.

وأوضحت حداد أن 600 فلسطيني غادروا غزة الأربعاء من خلال المطار، دون أن يكون لديهم جنسية مزدوجة، بينما غادر 300 فلسطيني في اليوم السابق، مشيرة إلى أن ذلك يتم تحت إشراف دائرة الهجرة التابعة لجيش الاحتلال، في سياق تنفيذ مخطط ميداني لتفريغ غزة من سكانها.

واعتبرت حداد أن هذه العملية، رغم أنها تمر بصمت إعلامي، إلا أنها تمثل تهجيرًا قسريًا منظمًا، يُنفذ ضمن خطة مدروسة لتصفية القضية الفلسطينية دون الحاجة إلى حملات عسكرية كبرى، بل من خلال أدوات دبلوماسية وإدارية وتنظيمية على الأرض.

إعادة صياغة المشهد الفلسطيني عبر الحصار والضغط الاقتصادي

تؤكد تصريحات حداد أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإعادة تشكيل المشهد الفلسطيني بالكامل من خلال الحصار، والتجويع، والضغط الأمني والسياسي، وليس فقط عبر العمليات العسكرية، مشيرة إلى أن هذه المنهجية تحظى بتأييد ضمني من قِبل الولايات المتحدة، في ظل تجاهل متعمد لمعاناة السكان المدنيين في قطاع غزة.

وترى حداد أن الخطورة لا تكمن فقط في الغارات الجوية أو التصعيد العسكري، بل في تصفية تدريجية للقضية الفلسطينية، من خلال تهجير صامت، وتقليص جغرافي ممنهج، وفرض واقع ديموغرافي جديد يُعيد صياغة حدود ومعالم القضية لصالح الاحتلال.

تجاهل أمريكي وتواطؤ إسرائيلي في مخطط إفراغ غزة

في ضوء تصريحات الدكتورة تمارا حداد، يتضح أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة شديدة الخطورة، ليست نتيجة الحرب فحسب، بل أيضًا بفعل تآمر دولي وصمت إقليمي، وأن الزيارات السياسية التي يدعي أصحابها أنها تهدف إلى السلام، ما هي إلا غطاء دبلوماسي لمخططات التهجير والتصفية.

كما تؤكد حداد أن واشنطن، بقيادة ترامب، لا تسعى لحل النزاع أو التهدئة الفعلية، بل لتعزيز نفوذها عبر التحالف مع إسرائيل، في ظل قبول ضمني بسياسات الاحتلال الرامية إلى تفريغ القطاع، وفرض واقع جديد يُنهي فعليًا الوجود الفلسطيني في غزة.

تمارا حداد، دونالد ترامب، القمة الخليجية الأمريكية، القضية الفلسطينية، قطاع غزة، مقترح ويتكوف، نزع سلاح غزة، تهجير الفلسطينيين، مطار رامون، دائرة الهجرة، الاحتلال الإسرائيلي، نتنياهو، المقاومة الفلسطينية، المبعوث الأمريكي، تهجير غزة، إعادة هيكلة غزة، الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الميثاق الاقتصادي، اللوبي الصهيوني، القصف الإسرائيلي، الأزمة الإنسانية في غزة.