”اليمن يصنع نفطه من أرضه لأول مرة منذ الحرب”.. حدث نادر يُحدث زلزالًا اقتصاديًا

في خطوة وصفها خبراء اقتصاديون بـ"الانطلاقة الاستراتيجية"، أعلنت وزارة النفط والمعادن بدء التشغيل الفعلي لوحدة إنتاج الأسفلت في مصافي عدن، في مؤشر قوي على عودة الحياة إلى واحدة من أهم المنشآت الحيوية في الاقتصاد اليمني.
الخطوة، التي تُعد أول نجاح ملموس في خطة إعادة تأهيل المصفاة، تأتي بعد سنوات من التوقف شبه التام جراء الظروف الأمنية والمالية الصعبة، وتمثّل بوابة لانتعاش قطاع الطاقة في جنوب اليمن، وفق ما أكدته مصادر حكومية رفيعة.
6 آلاف برميل يومياً: بداية عصر التكرير المستقل
أكدت وزارة النفط والمعادن أن وحدة تكرير النفط الجديدة في مصافي عدن بدأت اليوم بمعالجة نحو 6 آلاف برميل من النفط الخام يومياً، بتركيز أولي على إنتاج الأسفلت، المادة الحيوية لمشاريع البنية التحتية، في خطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد على الاستيراد ودعم جهود إعادة الإعمار.
وأشارت الوزارة إلى أن هذا الإنجاز يأتي ضمن المرحلة الأولى من خطة شاملة لإعادة تشغيل المصفاة بشكل تدريجي، تمهيداً لرفع الطاقة التكريرية إلى 50 ألف برميل يومياً عند استكمال جميع مراحل التحديث والتمويل.
"هذا ليس مجرد تشغيل وحدة، بل هو بداية لاستعادة السيادة الطاقية"
— مصدر في وزارة النفط، مفضّل عدم الكشف عن اسمه
مصفاة عدن: من الشلل إلى النهضة
كانت مصافي عدن، التي تأسست في السبعينيات، تُعدّ من أبرز المنشآت الصناعية في المنطقة، وتلعب دوراً محورياً في تأمين المشتقات النفطية لليمن والمنطقة. لكن سنوات النزاع جعلتها تعاني من توقف شبه كلي، مع تآكل البنية التحتية ونقص المعدات والتمويل.
ومنذ عام 2023، تبذل الحكومة اليمنية جهوداً حثيثة لإعادة تأهيل المصفاة، بالتعاون مع شركات دولية ومؤسسات تمويل إقليمية.
وتشير التقديرات إلى أن تكلفة إعادة التشغيل الكامل تصل إلى نحو 300 مليون دولار، جزء منها مطروح للتمويل عبر قرض تجري مفاوضات بشأنه مع جهات تنموية.
ماذا يعني ذلك للمواطن والاقتصاد؟
- تقليل الاعتماد على الاستيراد: سيُخفّف الضغط على العملة الصعبة.
- دعم مشاريع البنية التحتية: توفر كميات محلية من الأسفلت ستسرع إنجاز الطرق والجسور.
- فرص عمل مباشرة وغير مباشرة: من المتوقع أن تُنشئ خطة التشغيل الكامل لفرص توظيف تفوق 1500 وظيفة.
- تعزيز الإيرادات: من المتوقع أن تدرّ المصفاة إيرادات تصل إلى 100 مليون دولار سنوياً عند التشغيل بكامل طاقتها.
ما الذي ينتظرنا في المرحلة القادمة؟
رغم التفاؤل، لا تزال التحديات قائمة، أبرزها:
- استكمال إجراءات القرض التمويلي.
- تأمين خطوط إمداد النفط الخام.
- تحديث وحدات التكرير الأخرى (البنزين، الديزل، الغاز).
لكن الحكومة تؤكد أن العمل جارٍ على قدم وساق، وأن "إعادة تشغيل وحدة الأسفلت هي مجرد البداية".
هل نحن على أعتاب نهضة صناعية حقيقية في جنوب اليمن؟
مع عودة مصافي عدن للعمل، هل يمكن أن تصبح اليمن مركزاً إقليمياً لتكرير النفط مجدداً؟