الثلاثاء 20 مايو 2025 04:46 مـ 23 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

سفير أمريكي يكشف كواليس لقاء نادر مع ”الشرع”.. من ”الإرهاب” إلى السياسة

الثلاثاء 20 مايو 2025 12:46 مـ 23 ذو القعدة 1446 هـ
أحمد الشرع
أحمد الشرع

أثار السفير الأمريكي الأسبق في سوريا والجزائر، روبرت فورد، تفاعلاً واسعاً على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، بعد ظهوره في محاضرة حديثة تحدّث فيها بصراحة عن تفاصيل لقائه بالزعيم السوري أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم "أبو محمد الجولاني"، وذلك ضمن محاولة دولية لإقناعه بترك التطرف والانخراط في العمل السياسي. اللقاء، الذي جرى في عام 2023 بدعوة من مؤسسة بريطانية غير حكومية، كشف عن تحولات مثيرة في المشهد السوري وملامح تبدّل في توجهات بعض قادته.

دعوة لإنقاذ شخصية مثيرة للجدل

قال فورد، خلال محاضرته التي حملت عنوان "انتصر الثوار في سوريا.. والآن ماذا؟"، ونشرها مجلس بالتيمور للشؤون الخارجية في مطلع مايو، إن المؤسسة البريطانية المتخصصة بحل النزاعات وجهت له دعوة للمشاركة في "إخراج الشرع من عالم الإرهاب إلى عالم السياسة". وأوضح أن هذه الدعوة أثارت في البداية مخاوفه، إذ تخيل سيناريو مرعباً لنهايته، متمثلاً في صورة يرتدي فيها بدلة برتقالية وسكين على عنقه، في إشارة إلى ما كان يحدث للرهائن الأجانب في العراق وسوريا.

انطباعات أول لقاء

روى فورد تفاصيل أول لقاء جمعه بأحمد الشرع، والذي كان يستخدم حينها اسماً حركياً هو "الجولاني"، مشيراً إلى أن اسمه الحقيقي لم يُكشف إلا بعد سيطرة قواته على العاصمة دمشق في ديسمبر 2024. قال فورد إنه جلس بجانب الشرع في جلسة حوارية، وعلق ممازحاً: "لم أكن أتخيل خلال مليون سنة أن أجلس إلى جانبك"، ليرد الشرع بنبرة هادئة: "ولا أنا". هذه اللحظة الإنسانية، بحسب فورد، كانت مؤشراً على انفتاح غير متوقع من الطرف الآخر.

حديث دون اعتذار

أوضح السفير الأمريكي السابق أن الحوار مع الشرع كان "سلساً"، لكنه لفت إلى نقطة أساسية وهي أن الشرع لم يعتذر عن العمليات الإرهابية التي نُفّذت في العراق وسوريا سابقاً، بل أشار إلى أن "التكتيكات التي كانت تُستخدم هناك لم تعد تصلح لحكم 4 ملايين شخص في إدلب". هذا التصريح، بحسب فورد، يعكس تحوّلاً استراتيجياً أكثر من كونه مراجعة فكرية أو اعتذاراً عن الماضي.

تفاعل واسع وتساؤلات

شهدت تصريحات فورد تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة بعد تداول المقطع المصوّر على مدار اليومين الماضيين، ما دفع الكثيرين للتساؤل حول طبيعة التحول الذي يشهده قادة سابقون في جماعات متشددة، وعن الدور الذي قد تلعبه القوى الغربية في هندسة انتقال هؤلاء من الميادين المسلحة إلى قاعات السياسة. كما أثار المقطع تساؤلات حول توقيت اللقاء ومدى تأثيره في مستقبل سوريا السياسي، لا سيما في ظل الحديث عن تسويات داخلية وإعادة تشكيل النظام الحاكم بعد سنوات من الحرب.

موضوعات متعلقة