الثلاثاء 3 يونيو 2025 11:58 صـ 7 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”استحمار واستعباد ممنهج”.. خبير عسكري يفضح سياسة الحوثيين لإضعاف الشعب

الأحد 1 يونيو 2025 10:25 مـ 5 ذو الحجة 1446 هـ
عناصر حوثية
عناصر حوثية

في تحليل موسّع لواقع القوة في المجتمعات، سلّط الخبير العسكري اليمني الدكتور محمد الكميم الضوء على المفهوم الحقيقي للقوة الوطنية، مشيرًا إلى أن "المقاييس الحقيقية لقوة الشعوب لا تكمن في المسيرات أو الخطابات الجوفاء، بل في قوة اقتصادها، متانة نظام تعليمها، مستوى صحة أبنائها، وقدرتها على إنتاج المعرفة، ومرونتها في مواجهة الكوارث، وصون كرامتها".

وأكد الكميم، خلال تصريحات صحفية أدلى بها اليوم، أن هذه هي الأسس التي تقوم عليها الأمم العظيمة، وتنهض بها الدول القوية، مشيرًا إلى أن التقدم لا يُبنى على الشعارات ولا على التجمعات القسرية، بل على الركيزة الأساسية من التنمية البشرية والمادية.

وجدد الكميم انتقاده اللاذع لما وصفه بـ"محاولات جماعة الحوثي في صنعاء المحتلة فرض معيار شاذ ومعكوس للقوة"، موضحًا أن الجماعة تحاول عبر التجمعات الإجبارية والخطابات الصاخبة في ميدان السبعين، أن تقنع الناس بأن قوة الشعب تُقاس بعدد الحضور في تلك الفعاليات، وأن عظمتهم تكمن في ترديد الشعارات، وأن كرامتهم في الانصياع لتوجيهات القيادة الحوثية.

وصفت تصريحات الكميم هذا المنطق بأنه "منطق أعوج غبي"، متسائلًا: "كيف لشعب بلا رواتب، بلا غذاء، بلا دواء، بلا تعليم، ومحاصر بالجهل والخرافة، أن يُطلب منه أن يُصفق لمن استعبده؟!".

وأشار إلى أن ما يجري في مناطق سيطرة الحوثيين هو "عملية استعباد واستحمار ممنهجة للوعي"، حيث يسعى الانقلابيون إلى محو فكرة الدولة، وإضعاف مفهوم الحرية، وتحويل المواطنين إلى مجرد أدوات طيعة تُشارك في المسيرات دون وعي أو اختيار، وتعتبر ذلك معيارًا للوطنية ومقياسًا للقوة.

واختتم الكميم حديثه بتأكيد أن الحقيقة واضحة، مهما حاول البعض دفنها، مشددًا على أن:

  • "شعب بلا خبز، لا يمكن أن يكون قويًا."
  • "شعب بلا تعليم، لا يمكن أن يكون حُرًا."
  • "وشعب يُساق بالقهر والهراوات، لا يمكن أن يُقاس حضوره في الميادين على أنه عظمة!"

وأكد أن الطريق نحو القوة الحقيقية يمر عبر بناء الإنسان، وتطوير المؤسسات، ودعم التعليم، وتحسين الخدمات الصحية، وتنمية الاقتصاد، بعيدًا عن خطابات الاستغلال والتعبئة الطائفية التي لا تخدم سوى أجندات ضيقة، وتجعل من الشعب رهينة في يد من يستغلون معاناته لتحقيق مكاسب أيديولوجية.