سواحل عدن تشهد فراغاً غير مسبوق لأول مرة في تاريخ المدينة

أفاد مواطنون في محافظة عدن بأن سواحل المدينة باتت خالية من الزوار بشكل غير مسبوق، في حدث يوصف بأنه الأول من نوعه في تاريخ العاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن.
وأكد سكان محليون أن المناطق الساحلية التي كانت تعج بالعائلات والسياح على مدار السنوات الماضية، أصبحت "خاوية على عروشها"، وذلك بسبب انعدام الوقود (الغاز) المشغل للسيارات، بالإضافة إلى الارتفاع الكبير في أسعار المواد الأساسية وغلاء المعيشة، مما حرم الكثيرين من التنزه أو قضاء أوقات الاستجمام.
أزمة وقود وغلاء يعزلان السواحل
بحسب شهود عيان، فإن نقص الوقود وارتفاع أسعاره أدى إلى شحّ شديد في حركة النقل، مما أثّر مباشرة على حركة الزوار الذين اعتادوا التوجه إلى السواحل، خاصة خلال فترات العطلات والأعياد. كما أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة جعلت الخروج للترفيه أمراً غير متاحٍ للعديد من الأسر التي تعاني من تدهور القدرة الشرائية.
مشهد غير مألوف
يُذكر أن سواحل عدن، وخاصة شواطئ "العقبة" و"جولد مور" و"الشاطئ الساحلي"، كانت تشهد إقبالاً كبيراً من الزوار المحليين وحتى السياح الأجانب قبل اندلاع الأزمات الاقتصادية والأمنية في البلاد. إلا أن المشهد الحالي يُظهر شواطئ مهجورة تقريباً، وهو ما وصفه نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بـ"الصورة الأكثر قتامة لعدن"، التي طالما عُرفت بنشاطها السياحي والترفيهي.
تحذيرات من تداعيات اقتصادية واجتماعية
يرى مراقبون أن استمرار هذه الأوضاع قد يؤدي إلى مزيد من التراجع في القطاع السياحي، الذي كان يشكل مصدر رزق للعديد من العاملين في المطاعم والمقاهي والخدمات المرتبطة بالمناطق الساحلية. كما حذّروا من تداعيات نفسية واجتماعية، إذ تُعتبر الرحلات البحرية والتنزه منفذاً لتخفيف ضغوط الحياة اليومية على السكان.
نداءات للجهات المعنية
طالب مواطنون في عدن الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل لتوفير الوقود وضبط الأسعار، مؤكدين أن حرمان المدينة من زوار سواحلها يُعد مؤشراً خطيراً على تدهور الأوضاع المعيشية، التي تحتاج إلى حلول سريعة.
يُذكر أن عدن تشهد منذ أشهر أزمات متلاحقة في الكهرباء والوقود والخدمات الأساسية، وسط تحذيرات من انهيار أكبر في القطاعات الحيوية إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة.