السبت 7 يونيو 2025 09:38 مـ 11 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

أبناء الكويت يذرفون الدموع والشعب القطري يضحك

السبت 7 يونيو 2025 08:58 مـ 11 ذو الحجة 1446 هـ
الكاتب خالد الذبحاني
الكاتب خالد الذبحاني

ماحدث لأبناء الكويت وقطر من مشاعر مختلفة، يؤكد ان الحياة متقلبة بين مسرات وأفراح، وبين تعاسة وأتراح، وهكذا هو قانون الحياة الذي ينطبق على البشرية كلها، فلا سعادة دائمة، ولا شقاء مستمر، فهناك من يضحك ويشعر بالسعادة الغامرة، وفي الوقت نفسه هناك من يجتاحه الحزن والألم ويذرف الدموع، ولله در الشاعر المصري " حافظ ابراهيم" الذي وصف هذا الوضع بدقة، فيقول : فرح هنا وهناك قام المأتم .. بيت ينوح واخر يترنم.


ففي ليلة عيد الأضحى المبارك كان أبناء قطر يرقصون ويضحكون والسعادة ترفرف في كل بيت قطري، والعكس تماما كان يحدث في المدن الكويتية، فقد اجتاح الحزن كل بيت كويتي، وخيم الشعور بالمرارة والألم والاحباط على كل مواطن كويتي، فما الذي حدث؟

انها الساحرة المستديرة( كرة القدم ) التي استطاعت السيطرة على مشاعر الملايين من شعوب كل دول العالم، فهي تدخل الفرح للقلوب وتمنحك سعادة غامرة، لكنها أيضا تستطيع ان تحرق قلبك وتجعلك تذرف الدموع، وتبكي كالاطفال من شدة القهر.


فيوم الخميس الماضي، والذي تزامن مع ليلة عيد الأضحى المبارك، كان أبناء قطر يخوضون مواجهة حاسمة مع المنتخب الإيراني، ولم يكن لهم بديلا عن الفوز حتى يتمكنوا من الاستمرار في المنافسة للحصول على مقعد في أهم بطولة كروية، ورغم صعوبة المهمة. في مواجهة المنتخب الإيراني القوي والمتصدر للمجموعة، إلا ان استبسال المنتخب القطري واصرارهم على الفوز ساهم في تحقيق الهدف المنشود، فكان لهم ما أرادوا وتمكنوا من إلحاق الخسارة بالمنتخب الإيراني وانتهت النتيجة بهدف دون مقابل لصالح منتخب قطر.


هذا الفوز الثمين حافظ على أمال المنتخب العنابي، وأستطاعوا الوصول للملحق الآسيوي للمنافسة على كأس العالم 2026 ، وبذلك انتشرت الأفراح والليالي الملاح في كل أرجاء قطر ، وشعر الشعب القطري بسعادة كبيرة، فكان عيد الأضحى بالنسبة للقطريين عيدين وليس عيد واحد، ونقول للقيادة والشعب القطري ألف ألف مبروك هذا الفوز، وبإذن الله تكتمل فرحتهم بالحصول على مقعد في كأس العالم عندما يخوض المنتخب القطري منافسات الملحق الآسيوي.


الحال في دولة الكويت الشقيقة كان مغاير بشكل جذري لما حدث في قطر، فقد سيطرت الأحزان على شعب الكويت بعد ان تلقى منتخبهم خسارة قاسية على يد المنتخب الفلسطيني بنتيجة هدفين مقابل لاشيء، فمبروك للاشقاء في فلسطين، فلعل هذا الفوز الرائع يسهم في زرع البسمة في وجه الفلسطينيين الذين يعيشون حالة من الرعب والقتل وسفك الدماء على يد السفاح ومجرم الحرب نتنياهو.


ولعل ما يقهر الكويتيين ويحرق قلوبهم ويجعلهم يذرفون الدموع هو ان الخسارة جاءت على أرضهم وبين جماهيرهم، بالإضافة إلى البون الشاسع في الإمكانيات والظروف المحيطة بالمنتخبين، فلا وجه للمقارنة، ذلك ان لاعبي منتخب الكويت يحظون بالرعاية والدعم السخي واللامحدود، فيما يعيش المنتخب الفلسطيني ظروف قاهرة، فلا دوري ولا دعم ولا إمكانيات، ورغم ذلك حققوا الفوز وجعلوا منتخب الكويت يفقد فرصة التأهل، وأصبح رسميا خارج المنافسة، ونقول للأشقاء في الكويت هارد لكم، وبإذن الله القادم أفضل، فهذا هو حال هذه الساحرة الملعونة التي قد تضحكك وتشعرك بالسعادة، وقد تسبب لك التعاسة والحزن، ولعل اسواء شيء يفعله اي شخص ان يعشق هذه الساحرة المستديرة، ويتعلق بها، فقد يوردك هذا الشغف والتعلق ما لا يحمد عقباه.