كيف أصبحت المياه سلاحًا في تعز؟

أثارت الأزمة المائية التي تشهدها مدينة تعز، جدلًا واسعًا بين أبناء المحافظة والناشطين الحقوقيين، حيث أشار الناشط الحقوقي ماهر العبسي إلى أن هذه الأزمة ليست نتيجة طبيعية أو ظرفية، بل هي واحدة من النتائج المباشرة لحصار ميليشيا الحوثي المستمر على المدينة منذ سنوات.
وقال العبسي في تصريحات صحفية: "إن منع الحوثيين لضخ المياه من الأحواض المائية التابعة للمؤسسة العامة للمياه هو السبب الرئيسي الذي أدّى إلى تفاقم الأزمة، مما أدى إلى انخفاض كميات المياه المتاحة للسكان بشكل كبير، وتزايد معاناتهم اليومية".
وأوضح العبسي أن الأحواض المائية كانت تمثل مصدرًا رئيسيًا لتزويد المدينة بالمياه، حيث كانت تغطي ما نسبته 70 إلى 80 بالمائة من احتياجات السكان. لكن مع سيطرة الميليشيا على هذه الأحواض، أصبحت هذه المصادر متوقفة عن العمل، مما دفع المواطنين إلى الاعتماد على الآبار الداخلية التي لا تكفي حتى جزء بسيط من الاحتياجات.
وأضاف: "الآبار الموجودة داخل المدينة تعتبر حلولًا إسعافية فقط، ولا يمكنها التغلب على الوضع الحالي، خاصة مع شُح الأمطار خلال الفترة الحالية، مما زاد من تعقيد الأزمة وجعلها أكثر حدة".
وشدّد العبسي على أن الحل الوحيد المؤقت يتمثل في إعادة ضخ المياه من الأحواض التي يسيطر عليها الحوثيون، مؤكّدًا أن هذا ليس منّة من أحد، بل حق أساسي للسكان، وملك عام يجب استعادته فورًا، بهدف تخفيف المعاناة التي يعيشها أبناء تعز.
وأكد الناشط الحقوقي أن سكان تعز يستحقون توفير مصادر مائية مستدامة، وتمكينهم من الوصول إلى مواردهم الطبيعية دون قيود أو تدخلات عسكرية، مشيرًا إلى أن الدولة والمجتمع الدولي مطالبون بالتدخل الفوري لحماية حقوق الإنسان الأساسية في المنطقة.
وقد أدى تفاقم الأزمة إلى توترات اجتماعية وصحية خطيرة، حيث تتفاقم حالات الأمراض المرتبطة بقلة توفر المياه النظيفة، كما تتعطل الخدمات الصحية والتعليمية في بعض المناطق.