جريمة مروعة في إب: أب يقتل ابنيه رمياً بالرصاص داخل مركز تجاري وسط المدينة

هزّت جريمة قتل مروّعة مدينة إب مساء يوم الجمعة الماضي، المجتمع المحلي والرأي العام، عندما أقدم مواطن على قتل ابنيه رمياً بالرصاص داخل أحد أبرز المراكز التجارية في قلب المدينة، في مشهد دموي أثار صدمة وهلعاً واسعاً بين المواطنين.
وبحسب ما أفادت به مصادر محلية، فإن الجاني هو "عبدالسلام شماسي"، وهو يشغل منصب مسؤول الأمن في مركز "برج المدينة" التجاري، ويُعد أحد أقارب مالك المبنى. وقد أقدم شماسي على إطلاق النار بشكل مباشر على ولديه "مؤيد وأمجد عبدالسلام شماسي"، داخل إحدى صالات المركز التجاري، ما أدّى إلى وفاتهما في الحال.
وأشارت المصادر إلى أن الحادثة وقعت فجأة خلال توافد الزبائن والعاملين في المكان، مما تسبب في حالة من الفوضى والذعر بين الموجودين، حيث سارعت الجهات الأمنية إلى الموقع، وأغلقت المركز بالكامل، وبدأت على الفور تحقيقات موسعة لكشف ملابسات الحادثة ودوافعها.
ورغم بدء التحقيق، إلا أن المعلومات الرسمية ما تزال محدودة، فيما تضاربت الروايات حول الأسباب الحقيقية التي دفعت الأب إلى ارتكاب هذه الجريمة البشعة. ورجّح ناشطون محليون على مواقع التواصل الاجتماعي أن تكون خلفية الحادثة مرتبطة بدوافع أسرية أو نفسية، إلا أن ذلك لم يتم تأكيد أي منها من قبل الجهات المختصة.
وتُعد هذه الجريمة الجديدة مؤشرًا خطيرًا على تنامي ظاهرة العنف الأسري في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، في ظل تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وتفشي البطالة، وغياب برامج الدعم النفسي والاجتماعي، بالإضافة إلى انتشار السلاح وعدم وجود آليات فاعلة لمنع التعديات الأسرية والمجتمعية.
وقد أثارت الحادثة استنكاراً واسعاً بين النشطاء والمعلقين، الذين طالبوا بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف تمادي العنف داخل الأسرة الواحدة، وتشديد الرقابة على حمل السلاح في المناطق المدنية، فضلاً عن توفير خدمات الاستشارات النفسية والاجتماعية للمحتاجين لها.
ويأتي هذا الحادث ضمن سلسلة من الجرائم المماثلة التي شهدتها المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين خلال الفترة الماضية، مما يعكس حجم الانهيار الأمني والانحدار المجتمعي الذي تعاني منه تلك المناطق، وسط غياب واضح للدور الرسمي في معالجة مثل هذه الظواهر الخطيرة.