الجمعة 20 يونيو 2025 03:29 صـ 24 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

وزارة الصحة تحذر من موجة جديدة لوباء الكوليرا وتدعو إلى رفع الجاهزية الوقائية في المحافظات الأكثر تضررًا

الجمعة 20 يونيو 2025 01:04 صـ 24 ذو الحجة 1446 هـ
الكوليرا
الكوليرا

حذّرت وزارة الصحة العامة والسكان من احتمالية حدوث موجة جديدة وخطيرة من انتشار وباء الكوليرا في اليمن، تهدد حياة ملايين المواطنين، خاصة في ظل استمرار الظروف الإنسانية والصحية الصعبة التي يشهدها البلد منذ سنوات. وشددت الوزارة على ضرورة تعزيز التدخلات العاجلة وتقوية آليات التوعية المجتمعية للحد من خطر انتشار المرض.

جاء هذا التحذير خلال سلسلة اجتماعات فنية رفيعة المستوى عقدتها الوزارة مع شركاء قطاع الصحة، وذلك بهدف مراجعة أداء 11 مركزاً متخصصاً في معالجة الكوليرا المنتشرة في المحافظات ذات الأولوية، بالإضافة إلى بحث إمكانية توسيع نطاق هذه المراكز أو دعم استمرارية عملها، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ".

وفي تصريح هام، أكد الدكتور علي الوليدي ، وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الأولية، أن أحد أهم منافذ انتشار وباء الكوليرا هو الخضروات والفواكه الملوثة التي تُباع في الأسواق دون خضوعها لأي فحوصات مخبرية أو رقابة صحية كافية. ودعا إلى تنفيذ تحاليل مخبرية دورية على المنتجات الغذائية وتشديد الإجراءات الرقابية لضبط جودة الأغذية المعروضة للمستهلكين.

كما لفت الوليدي إلى أن بعض السلوكيات اليومية الخاطئة، مثل الإهمال في النظافة الشخصية وعدم تعقيم مياه الشرب، تُعد عاملاً مهماً في توفير بيئة خصبة لتكاثر بكتيريا الكوليرا. وطالب بضرورة مضاعفة الجهود في حملات التوعية الصحية، سواء في المناطق الحضرية أو الريفية، لتغيير هذه السلوكيات ونشر ثقافة النظافة بين كافة فئات المجتمع.

من جانبه، دعا الدكتور محمود ظاهر ، مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في عدن، إلى التصدي الفوري للشائعات والأخبار الزائفة التي تهدف إلى زعزعة الثقة بالجهود القائمة لمكافحة الوباء. وشدد على أهمية وجود مصدر إعلامي رسمي موحد لنشر المعلومات الدقيقة والشفافة حول تطورات الوضع الوبائي، بما يسهم في توعية المواطنين وبناء ثقتهم بالإجراءات الوقائية والعلاجية.

وخلص المشاركون في الاجتماعات إلى أن الوقاية من الأمراض الوبائية لا يجب أن تكون مجرد رد فعل مؤقت عند حدوث حالات إصابة، بل يجب أن تتحول إلى سلوك يومي وممارسة مجتمعية مستمرة. وأشاروا إلى ضرورة تعزيز التنسيق والتشاركية بين الجهات الحكومية المحلية والمنظمات الدولية والمحلية، من أجل بناء خط دفاع صحي قوي أمام أي تصعيد وبائي محتمل.

ويأتي هذا التحرك في ظل التحذيرات المتكررة من تفاقم الأوضاع الصحية في اليمن، حيث يبقى انتشار الأوبئة من أبرز التحديات الإنسانية التي تواجه البلاد، نتيجة انهيار البنية التحتية الصحية وضعف الإمكانيات اللازمة لمواجهة الأزمات.

موضوعات متعلقة