• الرئيسية
• المشهد الدولي

في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران ودخول الحرب يومها السابع، تتزايد المخاوف من الآثار المدمرة للانفجارات الصاروخية، خصوصاً تلك الناتجة عن "موجة الانفجار"، التي يُعدّ تأثيرها أشد فتكاً مما قد يتصوره الكثيرون.

مع استمرار إطلاق الصواريخ بين الطرفين وتكرار الضربات الجوية والصاروخية، يعتقد كثيرون أن الخطر الرئيسي يكمن في الصاروخ نفسه أو الشظايا الحادة الناتجة عن انفجاره. لكن الخبراء العسكريين والأطباء المتخصصين يحذرون من أن "موجة الانفجار" الناتجة عن الاصطدام أو التفجير هي الأكثر خطورة، وقد تؤدي إلى إصابات قاتلة حتى دون تماس مباشر مع الشظايا أو مصدر اللهب.

ما هي موجة الانفجار؟

بحسب تقرير نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" ، فإن أي صاروخ أو متفجر آخر عند انفجاره – سواء في الجو أو على سطح الأرض – يطلق كمية هائلة من الطاقة فورياً. هذه الطاقة الهائلة تدفع الهواء المحيط بقوة كبيرة جداً، مشكلة ما يُعرف بموجة الضغط أو "موجة الانفجار"، والتي تنتشر بسرعة تتجاوز سرعة الصوت في جميع الاتجاهات.

وفي اللحظات الأولى بعد الانفجار، تتحرك هذه الموجة بسرعة تزيد عن 2000 كيلومتر في الساعة ، وهي قادرة على دمار شامل، إذ يمكنها اقتلاع الأشجار، تحطيم المباني، تدمير السيارات، وحتى إحداث تشوهات هيكلية في المنشآت المسلحة.

لكن الأخطر هو تأثيرها البشري. الشخص الذي يكون قريبًا من موقع الانفجار قد يتعرض لإصابات جسيمة نتيجة القوة الهائلة للهواء المتدفق، وضغط الموجة العاتية، حتى لو لم يصب مباشرة بشظايا أو حرارة الانفجار.

كيف تؤثر موجة الانفجار على الإنسان؟

تشكل موجة الانفجار ضغطاً شديداً على الجسم البشري، خاصة على الأعضاء المجوفة مثل الرئة والأمعاء والأذن الوسطى، ما يؤدي إلى:

• تمزق طبلة الأذن وفقدان مؤقت أو دائم للسمع.
• كسور في العظام بسبب القوة الهائلة التي تمارسها الموجة.
• تلف الأعضاء الداخلية ، بما في ذلك نزيف داخلي حاد.
• وفي الحالات القريبة جداً من مركز الانفجار، يمكن أن تحدث إصابات قاتلة فورية ، مثل تمزق أنسجة الرئة أو انهيارها بالكامل.

مدى انتشار الموجة وأثرها

تنطلق موجة الانفجار على شكل دوائر متوسعة من مركز الانفجار، وتقل قوتها تدريجياً كلما زاد البُعد عنه. ومع ذلك، فإن حتى المسافات البعيدة نسبياً قد لا تكون آمنة تماماً، حيث يمكن أن تسبب الإصابات المتوسطة أو الخفيفة، خاصة لدى الأطفال وكبار السن وضعيفي البنية.

السياق الحالي: تصعيد خطير

ويأتي هذا التركيز على مخاطر الانفجارات في ظل التصعيد الخطير بين إسرائيل وإيران، حيث دخلت المواجهة العسكرية يومها السابع، مع تبادل الطرفين لضربات صاروخية متعددة، رغم الدعوات الدولية لتهدئة الأوضاع.

وعلى الرغم من نداء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإيران بالاستسلام غير المشروط، أكدت طهران رفضها لأي تفاوض تحت الضغط، فيما تستمر إسرائيل في شن ضربات انتقامية تستهدف مواقع عسكرية إيرانية.

وحذر خبراء دوليون من أن التصعيد الحالي قد يتطور ليشمل دول أخرى في المنطقة، ويتحول إلى حرب إقليمية مدمرة، تُضاف إلى الكوارث الإنسانية والاقتصادية التي تعاني منها المنطقة منذ سنوات.