الإثنين 23 يونيو 2025 06:16 صـ 27 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

هل ترفع حبوب منع الحمل خطر الإصابة بالاكتئاب؟ دراسة دنماركية تفجر مفاجأة

الأحد 22 يونيو 2025 11:47 مـ 26 ذو الحجة 1446 هـ
حبوب منع الحمل
حبوب منع الحمل

خطر مكتوم أم مبالغ فيه؟ في خطوة أثارت جدلاً في الأوساط الطبية، كشفت دراسة دنماركية حديثة عن وجود رابط محتمل بين استخدام حبوب منع الحمل الهرمونية بعد الولادة، وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب لدى الأمهات الجدد، الدراسة التي قادتها الطبيبة "سورين فينثر لارسن" من مستشفى جامعة كوبنهاغن، استندت إلى تحليل بيانات لأكثر من 600 ألف امرأة أنجبن لأول مرة، ما يجعلها واحدة من أضخم الدراسات في هذا المجال، لكنها لا تزال تصنّف كبحث رصدي، وبالتالي لا تثبت علاقة سببية مباشرة.

نتائج الدراسة الأرقام تتحدث

أشارت النتائج إلى أن النساء اللاتي بدأن بتناول حبوب منع الحمل في غضون عام من الولادة كن أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة تصل إلى 1.5 مرة مقارنة باللواتي لم يتناولنها، الخطر ارتفع أكثر لدى من تناولن الحبوب المركبة (تحتوي على الأستروجين والبروجسترون)، حيث بلغت النسبة 1.7 مرة، ومع أن الفرق بين الخطورة المطلقة للمجموعتين كان صغيرًا (1.54% مقابل 1.36%)، إلا أن الباحثين اعتبروا أن هذه الفروقات، رغم ضآلتها، تستحق الدراسة والتأمل.

الحذر الطبي مطلوب

أوصى فريق الدراسة الأطباء بالتعامل بوعي مع وصف حبوب منع الحمل بعد الولادة، خاصة للأمهات اللاتي لديهن تاريخ نفسي حافل بالاكتئاب، أو من يعانين من اضطرابات ما قبل الطمث أو اكتئاب ما بعد الولادة، اللافت أن الدراسة كشفت أن حتى النساء اللاتي لا يملكن تاريخًا مرضيًا نفسيًا كن أكثر عرضة للاكتئاب بعد تناول الحبوب.

ملاحظات على الدراسة وحدودها

على الرغم من أهمية النتائج، يشير بعض الباحثين مثل "جون رينولدز رايت" من جامعة إدنبرة، إلى أن الدراسة لم تأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل مهمة قد تؤثر في النتائج، مثل وجود تاريخ سابق للاكتئاب، أو استخدام مضادات الاكتئاب قبل الحمل، كما لم تشمل الدراسة النساء اللاتي أنجبن أطفالًا من قبل، وهو ما يُعد نقطة ضعف في التقييم الشامل.

المراهقات والمخاطر الأكبر

الدراسات السابقة كانت قد لفتت الانتباه أيضًا إلى أن المراهقات أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب عند استخدام حبوب منع الحمل، ربما بسبب حساسية أدمغتهن للتغيرات الهرمونية أو بسبب تناولهن للحبوب للمرة الأولى.

تفسير علمي محتمل

ترجح بعض الفرضيات أن مرحلة ما بعد الولادة تُعد فترة حساسة من الناحية العصبية والهرمونية، إذ يمر الدماغ بتغيرات لاستعادة توازنه. وقد يكون تناول الحبوب الهرمونية في هذا التوقيت الحرج عاملاً إضافيًا يفاقم هذا الاضطراب. ومع ذلك، لا يمكن الجزم بأن الحبوب وحدها هي السبب المباشر في الاكتئاب.

الفوائد مقابل المخاطر

رغم هذه النتائج المثيرة، يؤكد العلماء أن خطر الاكتئاب الناتج عن الحبوب لا يزال ضئيلًا مقارنة بالفوائد المؤكدة لها في تنظيم النسل وتحسين صحة المرأة الإنجابية، إلا أن الإقرار بوجود ارتباط محتمل يجب أن يدفع الأطباء إلى المتابعة الدقيقة للحالة النفسية للنساء بعد الولادة، وتقديم خيارات بديلة عند الحاجة.

دعوة لمزيد من البحث

تشدد الدراسة، ومعها العديد من الخبراء، على أهمية إجراء تجارب سريرية أكثر دقة حول الرابط بين حبوب منع الحمل والاكتئاب، خاصة في المراحل الأولى من استخدامها، وأثرها على فئات مختلفة من النساء، بما يشمل المراهقات والأمهات الجدد وذوات التاريخ النفسي.

ربما لا تكون حبوب منع الحمل سببًا مباشرًا في الاكتئاب، لكن توقيت استخدامها بعد الولادة قد يلعب دورًا حساسًا لدى بعض النساء، ورغم أن البيانات لا تدعو للذعر، إلا أن الحذر والوعي والتشخيص الفردي تبقى عناصر أساسية في إدارة هذا النوع من الأدوية، خاصة في مرحلة ما بعد الولادة.

حبوب منع الحمل، الاكتئاب، الاكتئاب بعد الولادة، الأمهات الجدد، الهرمونات الأنثوية، حبوب منع الحمل المركبة، اضطرابات نفسية، الصحة النفسية، مضادات الاكتئاب، جامعة كوبنهاغن، سورين فينثر لارسن، جون رينولدز رايت، المراهقات، مخاطر الهرمونات، الدراسات الرصدية، التأثيرات الجانبية، تنظيم النسل