• الرئيسية
• المشهد الدولي

أكدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في أول تعليق رسمي لها عقب استهدافها صاروخيًا لقواعد أمريكية في دولة قطر، أن الإجراء العسكري الذي تم اتخاذه "لا يشكل أي تهديد مباشر أو غير مباشر لدولة قطر الشقيقة والصديقة"، مشددة على حرصها على سلامة الجوار والعلاقات الثنائية مع الدوحة.

قصف قاعدة العديد في قطر

وقالت الخارجية الإيرانية، في بيان نُشر اليوم، إن العملية العسكرية الإيرانية التي تضمنت إطلاق ستة صواريخ على مواقع تتبع القوات الأمريكية داخل قاعدة العديد الجوية في قطر، جاءت في إطار رد دفاعي على ما وصفه بـ"الاعتداءات الأمريكية المتكررة على مصالح إيران وأمنها القومي".

وأضاف البيان أن إيران تعتبر قطر "دولة جارة وصديقة"، وتكنّ لها كل احترام، موضحًا أن طبيعة الأهداف العسكرية كانت دقيقة وموجهة فقط نحو الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، دون المساس بالأراضي أو المنشآت السيادية القطرية.

ويأتي هذا التصريح بعد ساعات من إعلان عدة وسائل إعلام أمريكية، من بينها موقع "أكسيوس" الإخباري وشبكة "فوكس نيوز"، عن استعدادات أمريكية لمواجهة هجمات إيرانية وشيكة على قواعدها في منطقة الخليج خلال الـ48 ساعة المقبلة، مشيرين إلى حالة تأهب قصوى داخل قاعدة العديد الجوية.

وكشفت وسائل الإعلام أن الولايات المتحدة أبلغت العاملين في القاعدة الجوية الأمريكية بضرورة إغلاق المجال الجوي القطري مؤقتًا كإجراء احترازي، تحسبًا لأي تطورات طارئة أو هجمات إضافية.

وقد أثار استهداف قاعدة العديد ـ وهي واحدة من أهم القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة ـ قلقًا واسعًا في الأوساط الدبلوماسية والعسكرية الإقليمية والدولية، لا سيما مع تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن، عقب التقارير الأخيرة التي تحدثت عن هجمات سيبرانية وضربات متبادلة بين الطرفين على أكثر من ساحة.

في المقابل، لم تصدر الولايات المتحدة حتى اللحظة بيانًا رسميًا بشأن الهجوم الإيراني، في حين أعربت قطر في وقت سابق عن إدانتها الشديدة لأي انتهاك يمس سيادتها الوطنية، وأكدت احتفاظها بحق الرد وفقًا للقانون الدولي، مشددة على أنها تصدت للهجوم عبر منظومتها الدفاعية بنجاح، وأن بيانًا تفصيليًا سيصدر عن وزارة الدفاع القطرية قريبًا.

ويرى مراقبون أن نفي إيران وجود تهديد لقطر قد يكون محاولة لاحتواء أي تصعيد دبلوماسي مع الدول الخليجية، وخاصة مع قطر التي احتفظت بعلاقات متوازنة مع طهران خلال السنوات الماضية، في وقت تسعى فيه دول المنطقة إلى منع انزلاق الأوضاع نحو مواجهة شاملة.