هؤلاء غرماء الشعب

لاتَعذروا ولاتُبرِروا لأي مسؤول يقف على ثغرة من المسؤولية في هذا الوطن الجريح والجمهورية المستباحة والشعب المنكوب.
لاتمنحوا العذر لأي أحدهم بأنه مغلوب ومضغوط أو أن مؤامرات تحيط به.
المسؤول الذي يقف على مسافة واحدة من عشرات المفسدين وملايين المطحونين ويرى ويسمع ويحس تنامي الفساد وتضخم المفسدين وضياع هيبة الدولة وتمزق جغرافيتها وتقاسم خيراتها فإنما هو (مُشرفٌ) على دمارها.
كل مسؤول وكل حزب وكل وجاهة هو سببٌ في معاناة الأمة وضياع الدولة كُلٌُ بقدر موقع مسؤلياته وحِصته من المسؤلية والمحاصصة وامكانياته وأثره وفاعليته.
الكل شركاء في هذا الوضع الكارثي إلا ماندر سواءً بــ( الممارسة والفعل، أوبالتواطؤ والخذلان، بالتبرير او بالتطبيل، بالمداهنة او بالصمت، بالإنحياز لطرف او محايد يترقب.
من يعجز عن تحمل المسؤولية وإيقاف عجلة الفساد وعن تقديم التضحيات لأجل رفعة الأمة وتحرير هيبة الدولة واستعادتها فاليرحل ويغادر دون أن يثقل كاهل الأمة بضعفه وعجزه هوانا وخسرانا ولن تُعدم الأمة من هو خيرٌ منه.
لاتمنحوا أحدا براءة الذئب من دم بن يعقوب ولاتوزعوا صكوك الغفران على حساب ماتحملونه من أمانة الكلمة وشرف الضمير ، اضربوا بمعول ابراهيم وجه الباطل لعل اصحابه ينطقون ويعقلون.