أمةٌ تبحث عن خطتها في الجناح الرئاسي

( نقد ذاتي وطني)
فجأة يخرج علينا فخامة الرئيس العليمي بتصريح أقرب إلى قصيدة نثرية مرتجلة: "لدينا خطة لما بعد هزيمة المليشيات، أما خطة التحرير كأنها مؤجلة.
فيا فخامة الرئيس، هل ضاعت الخطة بين وسائد الريتز، أم سُرقت مع الفاتورة؟
وأي عبقرية هذه التي تكتب التاريخ من مؤخرة الأحداث؟ لدينا خطة لما بعد النصر، ولكن لا نعرف كيف ننتصر؟ هل هذه هي الدولة التي نحلم بها؟
لقد نجحتم أخيرا، لا في هزيمة الح..وثي، بل في تحويل الكارثة إلى مسرح عبثي. الشرعية ليست جيشا، بل فرقة موسيقية تعزف كل نغمة على حدة، صدامات بينك وبين نوابك، وبينك وبين رئيس مجلس النواب، و"الوحدة الوطنية" فيما لم تعد إلا شعارا مكسورا فوق جدار قصر معاشيق.
بالمقابل المليشيا تنتفش في الجغرافيا وتحول الدين إلى دبابة، بينما أنتم تحولون السلطة إلى صالون نقاش بيزنطي. فهل تعلم يا فخامة الرئيس أن الشعب لم يعد يبحث عن الخطة، بل عن النية؟ عن معنى، عن قادة لا يضعون الوطن في درج الفندق.
لذلك:
أيها القادة الشرعيون
أنتم لا تواجهون الح..وثي، بل تهربون منه إلى مؤتمرات، إلى تفاهمات، إلى سفارات.
أنتم تخافون الخطة كما يخاف الطفل من الظلام.
بينما الخطة الحقيقية تبدأ منكم:
من شجاعة الاعتراف بفشلكم
من لم شتات الجيوش لا شتات البيانات
من حرب حقيقية لا تُدار عبر الريموت كنترول من غرف مكيفة.
و
يا فخامة الرئيس:
احترامنا لك لا يعني صمتنا..
ومحبتنا لهذا الوطن لا تعني أن نُصفق لخطط تتبخر مع عطر الفنادق.
ارمِ الخطة المفقودة، واكتب معنا خطة من دم وكرامة وعقل.
فالوطن لا يحرر بالتصريحات، بل بمن لا يضيعون البوصلة في بهو الانتظار.
وبكل محبة وصدق، إن كنتم حقا تبحثون عن خطة للتحرير، فابدؤوا أولا بتحرير قراركم من وصاية التحالف.
إذ لن يُكتب النصر لبلد لا يملك زمام بندقيته ولا توقيت معركته.
فالتحالف شريك لا وصي، وإذا لم يُصحح هذا المسار، فستبقى "الخطة" مجرد ديكور سياسي يُعلّق في بهو انتظار لا نهاية له.
وعموما شكرا للتحالف، لم يقصر في السلاح ولا المال، لكنه ليس من يحرث أرضنا ولا يدفن شهداءنا.
فهل تنتظرون أن يحرر أحدٌ اليمن بينما أنتم تتخاصمون على حقائب السفر؟
ثم إن التحالف ليس أما بديلة
والوطن لا يُستعاد بالوكالة، بل يُستحق برجال لا تضل خططهم في الفنادق.
وبالتأكيد كلامي من قلب الشارع، لا من كواليس المستشارين الذين يزينون لك الصدى ويخفون الحقيقة.
فيما نكرر احترامنا، نعم، لكننا لا نوزع التصفيق على التصريحات الصادمة.
فالوطن لا يُدار بتصريحات تلفزيونية، بل بإرادة لا تضيع
ولنا امل الا تخشى أن تواجه الواقع كما هو، لا كما يُروى لك.!