عملية أمنية خطيرة تمنع الشيخ ”حمود المخلافي” مغادرة تركيا

أصبح الشيخ "حمود المخلافي" مثار جدل في أوساط أبناء محافظة تعز، خاصة عقب اغتيال الشهيدة إفتهان المشهري، وانقسمت الآراء إزاء الشيخ حمود، فهناك شريحة واسعة لاتزال تنظر إليه بأنه بطل شعبي واستطاع بكل شجاعة مقاومة الحوثي ومنعه من السيطرة على المحافظة، فيما يرى آخرون أنه حصل على دعاية إعلامية أكبر من حجمه، مؤكدين أن هناك أبطال حقيقيون قدموا أكثر مما قدمه الشيخ حمود، ولكن لم يتم إبرازهم كما حدث للشيخ الذي تم ترويج الأساطير عنه بشكل مبالغ فيه.
الاختلاف حول شخصية الشيخ حمود، ليست فقط عن بطولاته، بل حتى عن تواجده في تركيا، فهناك من يؤكد انه يعيش حياة بسيطة وعادية، وهناك آخرون يؤكدون انه يعيش حياة مترفة ويمتلك الملايين من الدولارات جعلته واحد من الأثرياء، ولديه استثمارات داخل تركيا، وأنه فضل تنمية ثروته والبقاء في تركيا على العودة إلى محافظته للوقوف إلى جانب أبناء المحافظة خاصة مع الانفلات الأمني وتدهور الأوضاع على كل المستويات في كل أرجاء محافظة تعز.
يظن البعض _ وبعض الظن إثم _ ان إلقاء القبض على "محمد سعيدالمخلافي" بتهمة التحريض على اغتيال الشهيدة افتهان المشهري رحمة الله عليها، ونقله إلى السجن المركزي، هي الكارثة الكبرى التي تعرض لها الشيخ "حمود المخلافي" وهو ما جعل الد أعداء الشيخ حمود يشنون عليه حملة شعواء وأنه اتخذ من قضية القبض على أخيه ذريعة لعدم مغادرة تركيا، متعللا بأنه لا يستطيع العودة بسبب الوضع الأمني المنفلت والذي قد يعرض حياته للخطر.
لكنها من وجهة نظري الشخصية قد تكون ضارة نافعة، ورب العزة يقول في محكم التنزيل( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) لذلك أتمنى أن يحزم الشيخ "حمود المخلافي" أمره ويعود إلى تعز، فهذا من شأنه أن يحدث فارق كبير ويفرح قلوب مؤيديه ومناصريه، فعودته ستخرس السنة الحاقدين كما أنه يستطيع الدفاع عن أخيه وأخراجه من السجن ووضع النقاط على الحروف، فهو رجل شجاع ويستطيع ان يفعل ذلك.
ولنا في قصة نبي الله يوسف عليه السلام عبرة عظيمة، فقد أمر الملك بإطلاق سراحه من السجن وأرسل إليه يطلبه، لكن يوسف عليه السلام رفض الخروج من السجن واشترط ان يتأكد الملك من التهمة التي وجهت اليه، وتبين للملك إن يوسف عليه السلام كان بريء من التهمة وأنه دخل السجن بسبب كيد النساء، وذلك بعد أن اعترفت امرأة العزيز بفعلتها.
لم يشأ يوسف أن يخرج من السجن قبل أن يعلم الجميع أن صفحته بيضاء، وأنه دخل السجن ظلما وبهتانا، وحتى لا يقال ان وساطة الملك هي التي أنقذته من السجن، لذلك على الشيخ حمود العودة إلى المحافظة، فإن تبين إن أخوه بريء فسيخرجه من السجن، أما إذا اتضح أنه بالفعل حرض على اغتيال الشهيدة إفتهان، فسيكون على الشيخ حمود ان يعلنها صراحة ويطالب بمعاقبة أخيه، فالشيخ حمود رجل شجاع والحق والانصاف عنده أهم من كل أقاربه.