الحوثي.. بن غفير اليمن

كل يوم يطلُّ علينا وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرِّف إيتمار بن غفير بأفعالٍ استفزازيةٍ واقتحاماتٍ للأقصى الشريف والمسجد الإبراهيمي وتهديدات بجرائم إبادة وحرب تجويع للشعب الفلسطيني الأعزل وتصريحاتٍ عنصرية، لكننا في اليمن نواجه نفس المخطط ونفس الأسلوب ونفس الطريقة من الإرهابي عبدالملك الحوثي وعصابته التي لم تترك منزلاً أو دور عبادة أو خطيبًا وحتى الشعب نفسه؛ تشن عليه حرب تجويع.
بحسب احصائيات الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، فإن أكثر من 4560 انتهاكًا وجريمةً تعرَّضت لها المساجد في اليمن، وأكثر من 277 إمامًا وخطيبًا وواعظًا تعرَّضوا للقتل على يد الحوثي في أقل من 11 سنة على خلفية ارتباطهم بالمساجد؛ وليس مسجد سعوان الأخير أو الأول. ووصل عدد المساجد التي جرى تفجيرها من قبل الحوثيين إلى 103 مساجد، وقُصِفَ 201 مسجدًا، فيما أُحرق 52 مسجدًا وسُرِقَت محتويات 341 مسجدًا، فضلاً عن تحويل 423 مسجدًا إلى ثكنات عسكرية تتعاطى فيها عصابات الحوثي «القات» وترقص فيها. كل هذه الجرائم تؤكد أن الحوثي أكبر عدو للمساجد؛ لقد مارس أبشع الانتهاكات ضدها، واختطف أكثر من 560 إمامًا وخطيبًا وقتل العشرات منهم،بحسب منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان، فيما جرى تصفية آخرين في السجون.
يحاول الحوثي بكل الوسائل فرض واقع طائفي وتمزيق المجتمع اليمني فكرياً وثقافياً وعقائدياً، وفرض معتقدات وأفكار تتعارض حتى مع الدين الإسلامي والشريعة المحمدية، ويؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنه ليس عدواً لإسرائيل بل ينفذ أجندتها ضد الدين الإسلامي وعقيدتنا السمحاء، وبنفس الأسلوب والطريقة والنهج الذي ينفذه بن غفير وشلته في الأقصى حيث يختطفون ويغتالون رجال الدين، أنهم والحوثيين جدهم واحد وهو اليهودي المنافق (عبدالله بن سبأ)، وأفكارهم واحدة وسلوكهم واحد ونهجهم واحد، وإن اختلفت المسميات والشعارات فإن جميعها تصب في مجرى واحد وهو تدمير الإسلام والمسلمين من الداخل. بعد فشل كل المستشرقين وأفكارهم الهدامة التي ظلت لقرون تحيك مخططاتها للنيل من الإسلام والمسلمين، اليوم يأتون من نافذة جديدة وهي فرض الأفكار الطائفية والولاية وغيرها من الأفكار الصهيونية وعبر فصيل يدعي زورا انه مسلم أنهم شيعة الشوارع.
اليوم أمامنا مسؤولية كبيرة وواجب عظيم وهو القضاء على عصابة بن غفير في اليمن والمتمثلة بالإرهابي عبدالملك الحوثي وشلته الطائفية التي تقتحم المساجد وتفخخها وتدمرها، والتي حولت مساجد صنعاء إلى أوكار للتجنيد والطائفية، مما أجبر الكثير من أبناء هذه المدينة وكل المحافظات التي يحتلها الحوثي على هجران المساجد لأن هذه المساجد أُخليت من الهدف السامي الذي بُنيت من أجله.
الحوثي، كعادته، يبدأ باقتحام المسجد وتغيير الإمام والخطيب بعناصره التي تدعو إلى الفتنة والعصبوية والعنصرية والعنف والإرهاب وينتهي بتحويلها إلى مراكز طائفية لتجنيد الأطفال وغسل أدمغتهم والتغرير بهم، هذه هي مخططاته الهدامة المألوفة، ولم يقف الحوثي عند هذا بل يشن حرباً على مراكز تعليم القرآن الكريم، وآخرها قتل مدرس تحفيظ القرآن الكريم في ريمة صالح حنتوس.
رغم أن الحوثي يعلم أن هذه بيوت الله ولا ينبغي اقتحامها أو السيطرة عليها، ولا يحق لأحد التحكم فيها، فهي مبنية للعبادة لا للدعوات الطائفية والعنف والإرهاب وتدمير المجتمع وتفخيخ عقول الأطفال، إلا أنه باع نفسه للشيطان (الحركة الصهيونية) التي تتخذ من طهران مقراً ثاني لها وتوجِّهه بتنفيذ مثل هذه المهمات القذرة ضد الإسلام والمسلمين لأنها تعلم جيداً أن تدمير الشعوب يبدأ من تدمير المساجد؛ فمتى كانت الشعوب متمسكة بدينها ومعتقداتها، ومتى كانت المساجد تقوم بمهامها في التنوير والإرشاد المعتدل والوسطي، فلن تستطيع أي مخططات النيل منها، وهو ما يغيظ أعداء الأمة.
إننا اليوم أمام تحدٍ كبير وتهديد وجودي؛ فالمساجد ودور العبادة والعقيدة هي الروح التي تمنحنا الإيمان بالحياة والبقاء، والنيل منها وتدميرها هي الخطوة الأولى للدمار الخلقي والأخلاقي وإفساد الشباب من الجنسين. فالصهاينة يعلمون جيدًا أن اليمن من الدول التي لا تزال حتى اليوم تتمسَّك بعقيدتها ليس على مستوى المجتمعات فحسب بل على مستوى الفرد والأسرة، ولذا كان مخططهم الذي ينفذ منذ زمن طويل في عدد من البلدان العربية كلبنان والعراق وقبلها في سورية واليوم في اليمن عبر مليشيات إرهابية يديرها الحليف الخفي والحاضن الرئيسي للحركة الصهيونية، نظام خامنئي الإرهابي.
قد يقول البعض إن إيران والحوثي عدوّان للصهاينة، لكني أقولها وبكل ثقة إنهما متحالفان بالخفاء ومتصارِعان بالظاهر، وهناك الكثير من الدلائل: أولها أن اليهود في إيران يتمتعون بحريات كاملة ويتنقلون بين طهران وتل أبيب بكل أريحية ولديهم استثمارات كبيرة في إيران؛ والثاني أن اليهود الوحيدين الذين يشكِّلون عددهم نحو 25 ألف نسمة لديهم أكثر من 200 كنيس ومعبد يهودي، أبرزهم كنيس يوسف آباد وكنيس "إبريشمي" (الحريري) و11 كنيسًا يهوديًا في طهران وحدها، فضلًا عن المعابد وكلها تديرها الحركة الصهيونية من تل أبيب وتمولها، بينما السنة الذين يتجاوز عددهم 10 ملايين نسمة لا يوجد لديهم مسجد واحد بل يتم ملاحقتهم إذا أقاموا مصليات للجمعة. الدليل الآخر الاختراقات الإسرائيلية السريعة لنظام خامنئي وقتل قيادات النظام وعلمائه في لحظات بمجرد انطلاق الهجوم على طهران، وكذلك الاختراقات لحزب الله وتدميره بالكامل، والاختراقات للحوثي اليوم؛ هذه أدلة واضحة أن من يدير إيران ومليشياتها هو الموساد والحركة الصهيونية وهدفها تمزيق المجتمعات الإسلامية وتدميرها من الداخل.
لا يخفى عليكم أن اليهود بلا زنانير القادمين من طهران بهويات إيرانية كخبراء من الحرس الثوري اليوم هم من يديرون الحوثي ويقتحمون المدارس والمستشفيات ويديرون مراكز القرار الحوثي، وهم من يقفون وراء الصراعات والحروب والأزمات، وما الحوثي إلا مجرد مافيا دفع مسبقًا ينفذ ما يُملى عليه وهو صامت مقابل ما يحصل عليه من مسروقات وجبايات زنط شكلي أنه يدير دولة، لكن إذا تمرد على أسياده الصهاينة يتم تأديبه بتصفية عناصره، ولعل ما جرى لرئيس وزراء ووزراء الحوثي ورئيس أركانه محمد الغماري وتوقيتات القصف الإسرائيلي ودقته مع مواعيد اجتماع قيادات المليشيا وغيرها تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك الدور الذي يقوم به اليهود القادمون من طهران كخبراء إلى صنعاء.
خلاصة الأمر: المساجد للعبادة، وليس للتجنيد أو التحشيد أو التخزين يا حوثي. كفى عمالةً وارتزاقًا للصهاينة والفرس يا جحش مران. ورسالتنا أولًا لكل أبناء اليمن: كفى صمتًا عما يقوم به الحوثي من جرائم وانتهاكات بحق الشعب اليمني ودور العبادة ورجال الدين؛ علينا التحرك الحاسم والسريع للتخلص من هذه العصابة الإرهابية، وحماية مصالح بلادنا العليا، والقضاء على كل المخططات الحوثية المدمرة التي ينفذها في بلادنا وضد شعبنا وأمتنا.
الرسالة الأخرى لإخواننا المسلمين، وخصوصًا العرب منهم، وللعالم بأسره: عليكم أن تدركوا أن الحوثي لا يقاتل من أجل غزة، بل يقاتل اليمنيين والمسلمين على وجه العموم، وينخر الإسلام بخنجره المسموم باسم غزة، خدمةً لإسرائيل وتحت هدف واحد ومخطط واحد وضد عقيدة واحدة، وهي العقيدة المحمدية المعتدلة.