• الرئيسية
• منوعات

أعلنت الفنانة السورية دانا مارديني اعتزالها الدراما التلفزيونية بشكل مفاجئ، مما أثار ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدرت بسبب ذلك قوائم الترند. القرار الذي وصفه البعض بـ"اللغز" جاء في وقت لم توضح فيه الفنانة الأسباب الدقيقة، لكنها أكدت أنه لم يكن نتيجة موقف طارئ أو فعل انفعالي، بل هو نتيجة تفكير عميق استمر لسنوات.

وصرحت دانا مارديني عبر بيان نشرته على صفحتها الرسمية، قائلة: "منذ سنوات وأنا أودّ اعتزال التلفزيون، واليوم شعرت أن الوقت قد حان. فخورة بكل ما قدمته، وأشعر بالاكتفاء".

فنانة اختارت الجودة على الكم

تُعد دانا مارديني واحدة من أبرز الوجوه النسائية في الجيل الجديد من الفنانين السوريين، وتمكنت منذ انطلاقتها من فرض حضور فني قوي، بفضل قدرتها على الغوص في تفاصيل الشخصيات التي قدمتها.

تميزت بأنها لم تعتمد على جمالها الخارجي فقط، بل على الأداء التمثيلي المتقن والاختيارات الواعية، مما جعلها محط إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء. ويُنظر إليها كنموذج للفنانة التي تجمع بين الموهبة والثقافة والرؤية.

بداية فنية واعدة ومسيرة غنية

ولدت دانا مارديني في السادس والعشرين من يونيو عام 1988 في دمشق، ودرست التمثيل أكاديميًا في المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث تخرجت منه عام 2011. بمجرد تخرجها، شاركت في أولى تجاربها التلفزيونية من خلال مسلسل "ولادة من الخاصرة"، وهو العمل الذي شكل انطلاقتها الحقيقية في عالم الدراما.

توالت بعد ذلك مشاركاتها في عدد من الأعمال المهمة منها "أرواح عارية" (2012)، "سنعود بعد قليل" (2013)، "قلم حمرة" و"حلاوة روح" (2014)، "العراب: نادي الشرق" (2015)، "أهل الغرام" (2017)، "تانغو" (2018)، "ع الحلوة والمرة" (2021)، و"للموت" (2022).

حضور سينمائي ومسرحي رغم التركيز التلفزيوني

لم تقتصر مسيرة دانا مارديني على التلفزيون فقط، بل خاضت تجربة سينمائية مميزة في أفلام مثل "دمشق مع حبي" عام 2010 و"رسائل الكرز" عام 2015، إلى جانب تجربتين مسرحيتين بارزتين هما "سيلكون" و"لحظة"، حيث أثبتت براعتها في الأداء الحي أمام الجمهور.

وفي عام 2019، توّجت بجائزة "موريكس دور" كأفضل ممثلة عربية في الدراما اللبنانية – العربية المشتركة عن أدائها في مسلسل "تانغو"، لتكون هذه الجائزة واحدة من أبرز محطات الاعتراف الفني بمكانتها.

غموض قرار الاعتزال وردود الفعل المتباينة

ورغم تصريح دانا مارديني بأن قرارها جاء بعد تفكير طويل، اعتبر البعض أن الاعتزال قد يكون مرتبطًا بمواقفها السياسية أو الاجتماعية، خاصة بعد أن كانت قد علّقت مؤخرًا على أحداث محافظة السويداء، مما فتح باب التكهنات على مصراعيه.

وسرعان ما تحولت دانا إلى "قضية رأي عام" عبر مواقع التواصل، حيث عبّر محبوها عن حزنهم لقرارها، مطالبين إياها بالتراجع، فيما أشاد آخرون بشجاعتها في اختيار ما يناسب قناعاتها.

اختارت دانا مارديني التوقف عند قمة عطائها الفني، بعد مسيرة حافلة بالعطاء، لتؤكد أن الفن ليس فقط حضورًا متواصلاً بل قرارًا ناضجًا ينبع من رغبة داخلية. ورغم اعتزالها التلفزيون، تبقى دانا مارديني اسماً يصعب تجاوزه في تاريخ الدراما السورية والعربية، وقصة نجاح تستحق التقدير.