الأربعاء 30 يوليو 2025 09:15 صـ 5 صفر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

جريمة مسلحة غادرة تستهدف حافلة موظفين في أبين.. وإصابة اثنين وسط مطالبات عاجلة بمحاسبة الجناة وتعزيز الأمن

الثلاثاء 29 يوليو 2025 09:22 مـ 4 صفر 1447 هـ
مصنع اسمنت الوحدة
مصنع اسمنت الوحدة

هزّت جريمة مسلحة وحشية الأوساط المحلية في محافظة أبين، عصر اليوم الثلاثاء، إثر استهداف مسلحين مجهولين لحافلة تقل موظفي شركة الوحدة للأسمنت، أثناء مرورها في منطقة "الجول" على الطريق الرابط بين زنجبار وعدن، ما أسفر عن إصابة اثنين من الموظفين، أحدهما بحالة خطيرة.

ووفق مصادر محلية وشهود عيان، فإن الحادث وقع في تمام الساعة الرابعة عصراً، عندما أقدم مسلحون مختبئون على جانب الطريق على فتح النار بشكل كثيف ومتعمد تجاه الحافلة، التي كانت في طريقها من مقر الشركة في زنجبار إلى مدينة عدن، حيث يقيم عدد من الموظفين. وشوهدت الحافلة وقد اخترقتها طلقات نارية متعددة، ما أثار حالة من الهلع والذعر بين الركاب.

وأسفر الهجوم عن إصابة أحد الموظفين بطلق ناري في الكتف، وصفت إصابته بالبالغة، فيما أصيب آخر بجروح طفيفة نتيجة الشظايا وشظايا الزجاج المتناثرة جراء إطلاق النار. وعلى الفور، تم نقل المصابين إلى مستشفى زنجبار العام لتلقي الإسعافات الأولية، قبل أن يتم تحويل المصاب بجروح خطيرة إلى أحد المستشفيات المتخصصة في العاصمة المؤقتة عدن لاستكمال العلاج اللازم.

الحادث، الذي وصفه مراقبون بأنه "عمل إجرامي غادر"، أثار موجة من الاستنكار والغضب في أوساط المواطنين والنقابات العمالية، خصوصاً أن الضحايا كانوا في طريقهم إلى أعمالهم، دون أي دوافع واضحة للهجوم، ما يوحي بانعدام الشعور بالأمان حتى في الطرق الرئيسية.

وأكدت مصادر من داخل شركة الوحدة للأسمنت أن الحافلة كانت تسير ضمن مسارها المعتاد، وأن الحادث يُعد الأول من نوعه بحق موظفي الشركة، مشيرة إلى أن الحادث أثار حالة من التوتر والقلق بين الموظفين، ودفع بعضهم إلى المطالبة بوقف التنقلات الجماعية حتى تتحسن الأوضاع الأمنية.

وتأتي هذه الجريمة وسط تردي ملحوظ في الأوضاع الأمنية في عدد من محافظات الجنوب، لا سيما على الطرق الرئيسية التي تشهد تزايداً في حوادث السطو المسلح والاغتيالات والاعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة. ورغم التصريحات المتكررة من قبل الأجهزة الأمنية بضرورة فرض السيطرة، إلا أن الواقع الميداني يشير إلى استمرار تفشي ظاهرة الانفلات الأمني.

وفي ردود فعل واسعة، طالب المواطنون والناشطون الحقوقيون والهيئات العمالية الجهات الأمنية والحكومية باتخاذ إجراءات فورية وحاسمة للتحقيق في الحادث، وكشف هوية الجناة وتقديمهم للعدالة، محملين الأجهزة الأمنية مسؤولية التقصير في حماية المدنيين وضمان سلامتهم أثناء تنقلهم.

وأكدت نقابة عمال شركة الوحدة للأسمنت، في بيان صادر عنها، أن "استهداف الموظفين العزل أثناء أدائهم لواجبهم الوظيفي يُعد اعتداءً صريحاً على مبدأ العمل الآمن، ويهدد الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة". ودعت إلى "تشكيل لجنة أمنية عاجلة لمراقبة الطرق الحيوية، وتأمين وسائل النقل الجماعي للعاملين، خصوصاً في المناطق النائية".

وفي السياق، دعت أوساط مجتمعية وسياسية إلى تفعيل التعاون بين الوحدات الأمنية المختلفة، وزيادة التواجد الأمني على الطرق الرئيسية، وتركيب كاميرات مراقبة في النقاط الحيوية، مشددة على أن "السكوت عن مثل هذه الجرائم يشجع على تكرارها، ويُضعف ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة".

ويُنظر إلى هذه الحادثة على أنها ناقوس خطر جديد يدق أبواب الاستقرار في الجنوب، ويفرض تساؤلات جادة حول قدرة الأجهزة الأمنية على حماية المدنيين، في وقت تسعى فيه الحكومة إلى دفع عجلة التنمية وتشجيع الاستثمار، بينما يظل عنصر الأمن هو العقبة الأكبر أمام أي تقدم حقيقي.

وتطالب الأوساط المحلية بمحاسبة فورية ورادعة، واتخاذ خطوات عملية لمنع تكرار مثل هذه الأعمال، داعية إلى حملة أمنية واسعة تشمل تفتيش الطرق الفرعية، وملاحقة العناصر الخارجة عن القانون، حفاظاً على حياة المواطنين وضماناً لاستمرارية العمل والتنمية في المحافظة.