ترامب يتأثر بميلانيا ويعترف بمجاعة غزة: ”الجوع يقتل الأطفال”

اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال رحلة عودته من اسكتلندا، بأن زوجته ميلانيا كان لها دور كبير في تغيير نظرته للأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة. وأكد أن ترامب يعترف بمجاعة غزة متأثرًا بملاحظات ميلانيا، التي عبرت له عن حجم المعاناة الإنسانية التي يواجهها الأطفال والأمهات في القطاع المحاصر.
وأوضح ترامب أن ميلانيا تتابع الصور المفزعة القادمة من غزة، وقال: "إنها ترى نفس الصور التي نراها جميعًا، وتعتقد أن الوضع لا يمكن وصفه إلا بأنه مأساوي". هذا التصريح شكّل نقطة تحول في مواقفه السابقة، ولفت الأنظار إلى التناقض مع التصريحات الإسرائيلية الرسمية.
أطفال جوعى وأمهات عاجزات
أشار ترامب خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده على متن الطائرة الرئاسية، إلى أن ترامب يعترف بمجاعة غزة ويقر بوجود أزمة إنسانية حقيقية تضرب الأطفال الفلسطينيين في القطاع. قال ترامب بوضوح: "هؤلاء أطفال، إنهم يتضورون جوعًا. المجاعة حقيقية، إنها كارثة".
وتابع: "الأمهات لا يستطعن فعل شيء، نحن يجب أن نحضر لهن الطعام، وسنفعل ذلك". تعكس هذه العبارات نبرة جديدة من التعاطف من جانب ترامب الذي لطالما اتُّهم بعدم الاكتراث للقضايا الإنسانية العالمية خلال فترته الرئاسية.
موقف متناقض مع نتنياهو
في الوقت الذي يعترف فيه ترامب بمجاعة غزة، ترفض الحكومة الإسرائيلية بزعامة بنيامين نتنياهو الاعتراف بوجود حملة تجويع ممنهجة في غزة. وتشير تقارير عمال الإغاثة وصور الأقمار الصناعية إلى عكس ذلك، حيث تظهر دلائل واضحة على معاناة السكان المدنيين من نقص حاد في الغذاء والدواء.
وسائل الإعلام الأمريكية اعتبرت تصريحات ترامب بمثابة صفعة غير مباشرة لحليفه السابق نتنياهو، وتغييرًا مفاجئًا في الخطاب الأمريكي المعتاد تجاه الأزمة الفلسطينية، خصوصًا من شخصية محافظة مثل ترامب.
تأثير الأزمة الأوكرانية على مواقف ترامب
أشار ترامب في حديثه إلى أنه كان يعتقد سابقًا أن محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "ودية للغاية"، لكن زوجته ميلانيا نبهته إلى استمرار قصف بوتين للمدن الأوكرانية.
هذا التنبيه كان له أثر على مواقفه من ملفات إنسانية أخرى، وأبرزها غزة، حيث تحول من خطاب سياسي إلى تعبير مباشر عن الألم الإنساني. هذا الربط بين الحربين يظهر تغيرًا في نهج ترامب تحت تأثير ميلانيا، التي أصبحت صوتًا مؤثرًا في قراراته، حتى بعد خروجه من البيت الأبيض.
رفضه لابتزاز إسرائيل سياسيًا
رغم اعترافه بالأزمة، رفض ترامب السير على خطى بريطانيا وفرنسا في تهديد إسرائيل بالاعتراف بالدولة الفلسطينية إذا لم تسمح بدخول المساعدات. وأكد أن "الأولوية الآن هي إنقاذ الأطفال"، مشيرًا إلى أن الحلول السياسية يجب ألا تتحول إلى أدوات ضغط على حساب الأرواح.
ترامب يعترف بمجاعة غزة دون أن يربط ذلك بإجراءات دبلوماسية أو تهديدات سياسية، وهو ما أثار انتقادات من منظمات حقوق الإنسان التي ترى ضرورة ربط المساعدات بمواقف دولية أكثر وضوحًا.