• الرئيسية
• المشهد الدولي

عرض رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم الاثنين، خطة السلام في غزة على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال لقائهما المرتقب في ملعب الغولف الذي يملكه ترامب في اسكتلندا. وتأتي هذه الخطوة في سياق جهود بريطانية ودولية لتقديم حل متكامل ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويركز على الجانب الإنساني والسياسي في آنٍ واحد.

وأكد المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء أن خطة السلام في غزة تضع على رأس أولوياتها تقديم إغاثة إنسانية عاجلة لسكان القطاع، إلى جانب تمهيد الطريق لصياغة اتفاق دائم يستند إلى حل الدولتين. ويُعد هذا اللقاء أول خطوة تنفيذية ضمن تحرك دولي أوسع تقوده الحكومة البريطانية بالتنسيق مع حلفاء غربيين وعرب لدعم تنفيذ الخطة على الأرض.

خطة سلام ترتكز على حل الدولتين والإغاثة الإنسانية

أوضح المتحدث أن خطة السلام في غزة التي سيعرضها ستارمر خلال لقائه مع ترامب، تتضمن مسارين رئيسيين: المسار الإنساني الذي يهدف إلى إدخال مساعدات عاجلة ودائمة لسكان القطاع، والمسار السياسي الذي يعمل على إطلاق مفاوضات جديدة تقوم على مبدأ الدولتين، بما يضمن حقوق الفلسطينيين وأمن الإسرائيليين.

وقد تم التشاور بشأن تفاصيل الخطة مع عدد من الشركاء الأوروبيين والعرب، في خطوة تهدف إلى بناء توافق إقليمي ودولي حول بنودها، ومن ثم الشروع في تطبيقها بمراحل واضحة وتحت إشراف أممي.

اجتماع بريطاني أمريكي حاسم في اسكتلندا

يعقد الاجتماع بين ستارمر وترامب في أحد ملاعب الغولف التابعة للأخير في اسكتلندا، حيث من المتوقع أن يناقش الزعيمان ليس فقط خطة السلام في غزة، بل أيضًا ملفات اقتصادية مهمة، من بينها التفاوض حول تخفيض الرسوم الجمركية الأمريكية على الصادرات البريطانية بعد البريكست.

ووفق مصادر دبلوماسية، يسعى ستارمر إلى ضمان التزام أمريكي واضح بدعم الجهود الرامية لإنهاء الصراع في غزة، خاصة في ظل الظروف الإنسانية المتفاقمة، والتي وضعت العالم أمام اختبار أخلاقي يتطلب تحركًا عاجلًا.

دعم عربي مرتقب وتنظيم مؤتمر دولي

أكد المتحدث باسم الحكومة البريطانية أن الأيام المقبلة ستشهد تحركات سياسية مكثفة، حيث سيقوم ستارمر بمناقشة خطة السلام في غزة مع قادة الدول العربية، في محاولة لحشد أكبر دعم ممكن من الأطراف الإقليمية. وبيّن أن لندن تعتزم أيضًا الدعوة إلى مؤتمر دولي لبحث الخطة بالتفصيل وطرح آلية لتطبيقها على مراحل.

وقد تلقت الخطة دعمًا أوليًا من بعض الدول الأوروبية، وسط دعوات متزايدة بضرورة تفعيل دور المجتمع الدولي في الضغط على جميع الأطراف للجلوس إلى طاولة المفاوضات.

بريطانيا تعود إلى ساحة الوساطة الدولية

يعكس طرح خطة السلام في غزة من قبل بريطانيا رغبة قوية في استعادة دورها التقليدي كلاعب محوري في ملفات الشرق الأوسط، خاصة بعد سنوات من الانشغال بملف الخروج من الاتحاد الأوروبي. ويأتي هذا التوجه متسقًا مع سياسة الحكومة الجديدة التي تضع السياسة الخارجية والأمن الدولي ضمن أولوياتها.

وأكد ستارمر في تصريحات سابقة أن السلام في الشرق الأوسط، وخاصة في غزة، لن يتحقق إلا من خلال تدخل دولي منظم يدعم الحقوق المشروعة لكلا الطرفين، مع ضمان حماية المدنيين وإنهاء معاناتهم المستمرة.