سلطان السامعي: من الثورة إلى “الحوثنة” . شكراً أيها المتحوث الفصيح!

س: من هو سلطان السامعي؟
ج: كان يقدم لنا كثائر حميري، يسبح عكس التيار، لا يخاف أحدا، صوته يعلو فوق الطغيان، وفجأة وجدناه يقف بجوار من أسماهم ذات يوم بـ"الكهنوت السلالي"! فأدركنا أنه ليس ثائرا بل غواص ماهر في أعماق التناقض.
س: لماذا يُعتبر سلطان السامعي حالة فريدة؟
ج: لأنه من القلائل الذين خانوا الثورة مرتين، وخانوا اليمن مرتين، لكنهم ما زالوا يتحدثون عن الوطنية بثقة مُريبة وكأنهم لم يبيعوا الخريطة السياسية كلها في مزاد "المصالح المشتركة".
س: هل نصدق تصريحاته الأخيرة عن الفساد والمحسوبية؟
ج: طبعا نصدقها! فاللص عندما يصرخ "أوقفوا السرقة!" يكون صادقا في وصفه، لا في نيته. هو يعرفهم جيدا، فقد جلس معهم، تقاسم الوليمة، ثم خرج إلينا شاهرا سكينه كناقد شجاع!
لذلك شكرا يا سلطان، أنت مثل الميكروفون تنقل الصوت ولا تملك ضميرا.
س: ماذا عن وصفه للحل السلمي والحوار؟
ج: الحل السلمي جميل، خاصة حين يأتي من قلب العاصمة التي تُدار بالدم، بينما السامعي يطلب من الضحية أن تتفاوض مع الجلاد. فأي سلام هذا الذي تُقترَح شروطه داخل كهف؟ وأي مصالحة تبدأ من فوق البندقية وتنتهي تحت أقدام "السيد"؟
س: لكن الرجل تكلم بجرأة عن غياب الشراكة داخل المجلس السياسي!
ج: وهذا أجمل ما فيه! أن يصف بصدق تهميشه وهو جالس في الكرسي، مجرد شاهد زور يُستعمل لمكياج سلطة السلالة. لذلك شكرا يا سلطان، فقد كشفت لنا أن حتى شركاء الحوثي أنفسهم بلا قيمة، فمابالك ببقية الشعب؟
س: هل تغير السامعي أم أنه كان هكذا دائما؟
ج: لم يتغير، بل تكشف. الفرق بين الأمس واليوم أنه كان يرفع صوته أمام الكاميرا، واليوم صار يهمس بنفس الكلمات، لكن في حضرة السيد.
س: هل نلومه أم نشكره؟
ج: نلومه لأنه تحول من ثائر إلى ديكور رسمي،و نشكره لأنه على الأقل تكلم، وفضح بعضاً مما يعرفه، ولو أن حديثه لم يكن إلا مشهدا إضافيا في مسرحية عبثية اسمها "الشرعية من داخل الكهنوت".
س: خلاصة القول؟
ج: سلطان السامعي لم يكن يوما أكثر من عارض أزياء سياسي، جرب القومية، والاشتراكية، والثورية، ثم استقر في حضن الإمامية بنسختها الحوثية. أي أنه هو جزء من الأزمة، لا من الحل. لكنه على الأقل قدم لنا مادة غنية للضحك والحزن معا. فشكرا يا سلطان، لقد أكدت لنا أن السياسة في اليمن،مسرح للساخرين، وليس للثائرين.
انت الذي قلت يوما أن أبناء محافظتك تعز دواعش .