الثلاثاء 5 أغسطس 2025 11:05 مـ 11 صفر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”مدين عفاش يكسر الصمت ويتوجه إلى مأرب.. اليك الحقيقة”

الأربعاء 6 أغسطس 2025 12:01 صـ 12 صفر 1447 هـ
مدين صالح
مدين صالح

كشفت مصادر سياسية مطلعة، عن وصول القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، مدين علي عبدالله صالح، إلى محافظة مأرب، برفقة وفد رفيع المستوى يمثل قيادات بارزة في الحزب، في زيارة تُعد الأولى من نوعها منذ سنوات، وتثير تفاعلات واسعة على الساحة السياسية اليمنية.

وأكدت المصادر أن الزيارة تأتي في سياق بحث مستجدات الأوضاع السياسية والعسكرية في اليمن، وتعزيز التنسيق بين مكونات الشرعية، خصوصاً في ظل التحولات الكبيرة التي تشهدها جبهات القتال، لا سيما في المناطق الوسطى والشمالية من البلاد. وأشارت إلى أن الوفد يجري سلسلة لقاءات مع قيادات عسكرية وسياسية في مأرب، بما في ذلك مسؤولون حكوميون وعسكريون من التحالف العربي.

في المقابل، نفت المصادر بشكل قاطع ما تردد من أنباء عن وصول "نجل الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح" أو أي وفد تابع لحزب المؤتمر إلى مأرب خلال اليوم، مؤكدة أن الزيارة تتعلق حصراً بمدين صالح، وهو أحد أبناء الرئيس الراحل، وعضو بارز في قيادة الحزب، وله باع طويل في العمل السياسي والتنظيمي.

ويُعد ظهور مدين صالح في المشهد السياسي مجدداً، بعد غياب لفترة، أمراً لافتاً، خصوصاً بعد تصدره المشهد إعلامياً مؤخراً عقب مشاركته في وثائقي استقصائي بثته قناة "العربية" تحت عنوان "علي عبدالله صالح: المعركة الأخيرة"، كشف خلاله تفاصيل مروية عن لحظات نهاية الرئيس اليمني الأسبق.

في الوثائقي، كشف مدين صالح، الذي كان برفقة والده في لحظاته الأخيرة، أن علي عبدالله صالح قُتل في قرية الجحشي، الواقعة قرب قرية حصن عفاش في منطقة سنحان جنوب صنعاء، بعد مغادرته منزله في منطقة الثنية وسط العاصمة، إثر حصار دام عدة أيام فرضه عليه الحوثيون.

وأوضح مدين أن والده، الذي كان يعتزم الانتقال إلى مكان آمن يُمكنه من استعادة زمام المبادرة، تعرض لكمين مسلح في الجحشي، حيث أُصيب بطلقتين – واحدة في الساق وأخرى في الصدر – خلال اشتباك مسلح مباشر مع عناصر حوثية، بعد أن تم إعطاب السيارة الوحيدة التي نجت من كمائن سابقة أثناء محاولة الفرار.

وقال مدين: "كان الزعيم يقاوم حتى اللحظة الأخيرة، ورفض الاستسلام، وقاتل ببسالة، لكن الظروف كانت صعبة، والكمائن كانت محيطة بنا من كل جانب". وأضاف: "أنا شخصياً اعتقلت مع عدد من المرافقين، بينما كان جثمان والدي يُهان في الشوارع، في مشهد لا يمكن نسيانه".

وأثار ظهور مدين في الوثائقي، ومواقفه التحليلية حول مرحلة ما قبل وفاة والده وما بعدها، تساؤلات واسعة حول مستقبل حزب المؤتمر الشعبي العام، ودوره المحتمل في أي تسوية سياسية قادمة، لا سيما مع تغير ديناميكيات الصراع في اليمن، وتصاعد الحديث عن حلول تفاوضية تشمل مختلف الأطراف.

ويرى مراقبون أن زيارة مدين صالح إلى مأرب قد تكون مؤشرًا على تحركات تنظيمية داخل الحزب، تستهدف إعادة ترتيب صفوفه وتعزيز حضوره في المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية، بعد سنوات من التشرذم والانقسامات التي طالت كيان المؤتمر إثر اغتيال صالح.

وتُعد مأرب، التي باتت مركزاً سياسياً وعسكرياً مهماً للشرعية، بيئة حيوية لتعزيز التحالفات بين المكونات المناهضة للحوثيين، وزيارة مدين تُقرأ على هذا الأساس كمحاولة لتوحيد الصف وتمتين الجبهة الداخلية، في ظل التحديات المشتركة.

ومن المنتظر أن يُعلن الوفد، في الساعات المقبلة، عن نتائج لقاءاته، وربما يصدر بياناً رسمياً يوضح مواقف الحزب تجاه التطورات الجارية، ورؤيته لمستقبل اليمن في المرحلة المقبلة.

موضوعات متعلقة