مأرب تبدأ المعركة ضد الغلاء في المستشفيات والصيدليات تماشيًا مع تعافي الريال اليمني

بالتزامن مع تحسن ملحوظ في سعر صرف الريال اليمني، بدأت السلطات الصحية في مأرب وعدن حملة تصحيحية شاملة تستهدف تسعيرة الدواء والخدمات الطبية، في خطوة طال انتظارها لتخفيف أعباء المرض عن كاهل المواطن.
وفي محافظة مأرب، أقر اجتماع صحي موسع ترأسه وكيل المحافظة لشؤون الدفاع والأمن، اللواء ناصر رُقيب، اعتماد تسعيرة جديدة "عادلة وشفافة" للخدمات الطبية في المستشفيات والمراكز الخاصة، بالتنسيق مع الجهات المختصة. كما أكد الاجتماع على ضرورة خفض تدريجي لأسعار الأدوية بما يتناسب مع تحسّن سعر العملة الوطنية.
الاجتماع، الذي ضم قيادة مكتب الصحة وفرع الهيئة العليا للأدوية، شدّد على تفعيل الدور الرقابي الميداني، وإطلاق حملات تفتيش لضبط المخالفات وضمان التزام كافة المنشآت بالتسعيرة والمعايير المعتمدة.
من جانبه، أكد الدكتور أحمد العبادي، مدير مكتب الصحة بمأرب، أن العمل جارٍ لإعداد تسعيرة محدثة للخدمات الصحية بالتنسيق مع الهيئة العليا للأدوية، فيما استعرض الدكتور عادل القردعي، مدير فرع الهيئة، الجهود المبذولة لمكافحة بيع الأدوية المهربة والمنتهية، وتعزيز الرقابة على الصيدليات.
في السياق ذاته، أعلنت الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية في العاصمة المؤقتة عدن، عن إطلاق حملة رقابية ميدانية واسعة تبدأ يوم غدٍ الإثنين، تشمل الشركات والموردين وتجار الجملة. وتهدف الحملة إلى ضبط الأسعار، وضمان التقيّد بالتعديلات السعرية الجديدة التي تُراعي الواقع الاقتصادي الحالي.
وشددت الهيئة في تعميم رسمي إلى شركات ومستوردي الأدوية على ضرورة خفض الأسعار فورًا، مؤكدة أن فرق التفتيش ستُباشر مهامها لرصد مدى الالتزام، ومحاسبة من يثبت تجاوزه، بإحالته مباشرة إلى الجهات القانونية المختصة.
وأكدت الهيئة أن هذه الإجراءات تأتي في إطار مسؤوليتها الوطنية لضمان توافر الأدوية الأساسية بأسعار منطقية، خصوصًا مع تحسّن القدرة الشرائية وتراجع أسعار الصرف الأجنبية، مشيرة إلى أن هذه المرحلة تستدعي أعلى درجات الانضباط من قبل الموردين والصيدليات والمرافق الصحية.
ويترقب الشارع اليمني نتائج هذه الحملات، على أمل أن يرى المواطن البسيط الأثر الحقيقي على رفوف الصيدليات وفواتير العلاج.