“عدن تبكي… رحيل رجل لم يحمل بندقية، لكنه حرّك جيوشاً!” من الحراك السلمي إلى جبهات التحرير… قصة أديب العيسي التي لا يعرفها الكثيرون!

خيم الحزن العميق على أرجاء مدينة عدن، مساء اليوم، عقب الإعلان عن وفاة المناضل الوطني والقيادي البارز أديب العيسي، إثر تعرضه لذبحة صدرية مفاجئة أدت إلى وفاته على الفور، تاركاً وراءه إرثاً نضالياً حافلاً ومواقف وطنية لا تُنسى.
216.73.216.105
ويعتبر أديب العيسي من أبرز الشخصيات العدنية التي تركت بصمة واضحة في مسيرة النضال الجنوبي، حيث ارتبط اسمه بصفحات مضيئة من تاريخ المدينة، بدءاً من انخراطه المبكر في الحراك الجنوبي السلمي، مروراً بمشاركته الفاعلة في معارك التحرير، ووصولاً إلى دعمه اللوجستي والمعنوي المستمر للجبهات في مواجهة المليشيات الحوثية.
وكان العيسي أحد القيادات المؤثرة في معركة تحرير عدن عام 2015، حيث لعب دوراً محورياً في تنسيق الدعم الشعبي والعسكري، وساهم في توحيد الصفوف وحشد المتطوعين، مما جعله محل تقدير واسع من قبل أبناء المدينة والقوى الوطنية على اختلاف توجهاتها.
منذ انطلاق الحراك الجنوبي، كان العيسي من أوائل من نزلوا إلى الشوارع دعماً للمظاهرات السلمية، منادياً بالحقوق المشروعة لأبناء الجنوب، ومؤكداً على سلمية المطالب ووحدة الصف الوطني، حتى في أحلك الظروف.
وقد عُرف عن الفقيد صراحته، وشجاعته في المواقف، وتفانيه في خدمة مدينته وشعبه، دون تمييز أو حسابات ضيقة، ما جعله رمزاً للوفاء والعطاء، وشخصية محبوبة ومحترمة حتى من خصومه السياسيين.
وبوفاة المناضل أديب العيسي، تخسر عدن أحد أبنائها الأوفياء، وخسر الجنوب أحد رموزه الوطنية التي جمعت بين المبدأ والعمل، وبين الكلمة الصادقة والفعل الميداني. وتنعى المدينة اليوم رجلاً كان حاضراً في كل محطة فارقة، وكان صوتاً للحق، وسنداً للمظلومين، وداعماً لا يكل للقضية الجنوبية بروح وطنية عالية.
ويُتوقع أن تشهد عدن، خلال الساعات المقبلة، تشييعاً جماهيرياً كبيراً للفقيد، يليق بمقامه ومكانته، فيما توافد العشرات من الشخصيات السياسية والاجتماعية والعسكرية لتقديم واجب العزاء لأسرته الكريمة، معربين عن عميق حزنهم لرحيل هذا الرمز النضالي.
رحم الله المناضل أديب العيسي، وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.