الأربعاء 6 أغسطس 2025 08:12 مـ 12 صفر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

اختطاف باص لشركة أسمنت الوحدة في أبين على يد مسلحين

الأربعاء 6 أغسطس 2025 08:37 مـ 12 صفر 1447 هـ
مصنع اسمنت الوحدة
مصنع اسمنت الوحدة

أقدم أربعة مسلحين، عصر اليوم الأربعاء، على تنفيذ عملية تقطع مسلحة استهدفت باصاً تابعاً لشركة "أسمنت الوحدة" أثناء توجهه من مديرية باتيس في محافظة أبين إلى مدينة عدن، حيث تم إجبار العمال والموظفين على النزول من الباص تحت تهديد السلاح، قبل أن يختطف المسلحون المركبة ويقودوها إلى منطقة عسيلان.

وأفاد مصدر مسؤول في شركة أسمنت الوحدة، في تصريح خاص، بأن الحادث وقع في تمام الساعة الرابعة عصراً بالقرب من منطقة الجول، حيث اعترض مسلّحون يستقلون مركبة من نوع "كيا" بيضاء مؤقتة تحمل الرقم (355) طريق الباص، وقاموا بإيقافه بالقوة وإجبار الركاب – وهم موظفون وعمال في المصنع – على النزول، ثم اختطفوا الباص الذي يحمل الرقم (42915/3) من نوع "كوستر"، وانطلقوا به باتجاه منطقة عسيلان.

وأوضح المصدر أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الشركة لاعتداءات مشابهة، مشيراً إلى أن نفس المنطقة شهدت قبل أيام قليلة إطلاق نار مباشر على باص آخر تابع للشركة، ما أسفر عن إصابة أحد الموظفين، في حادثة أثارت موجة من الاستنكار والغضب الشعبي.

وأكد المصدر المسؤول أن "الاستهدافات المتكررة لشركة أسمنت الوحدة تجري على مرأى ومسمع من السلطات المحلية والأجهزة الأمنية في محافظة أبين"، محذراً من أن استمرار هذه الأعمال "لا يهدد فقط سلامة موظفي الشركة واستقرار عملياتها الإنتاجية، بل يمثّل ضربة موجعة للاقتصاد الوطني وبيئة الاستثمار في البلاد".

وشدد المصدر على أن "ما تتعرض له الشركة من تقطعات واختطافات وتدمير للبنية التحتية الأمنية والاقتصادية، لا يمكن السكوت عنه"، داعياً الجهات العليا المختصة – من سلطة محلية، وأجهزة أمنية، وقيادة عسكرية – إلى "اتخاذ إجراءات جادة وعاجلة وحقيقية لضبط قطاع الطرق والخاطفين، ووضع حد لهذا التمادي الذي بات يهدد استقرار المنطقة برمتها".

وأضاف: "الشركة تُعد من أبرز المشاريع الاستثمارية الحيوية في الجنوب، وتساهم بشكل مباشر في دعم خزينة الدولة وتشغيل المئات من الكوادر الوطنية، وتحويل أبين إلى مركز صناعي واقتصادي مهم. فكيف يُسمح باستهدافها بهذه الطريقة العدوانية والمتكررة؟".

وأثارت حادثة اليوم موجة من الغضب والاستياء في أوساط اجتماعية واقتصادية وسياسية واسعة في أبين، حيث اعتبرها مراقبون "تصعيداً خطيراً في مسلسل استهداف المشاريع التنموية والاستثمارية"، وطالبت تلك الأوساط بتحرك عاجل وفوري من قبل السلطة المحلية والأجهزة الأمنية لفك الحصار الأمني عن الطرق الرئيسية، وحماية الموظفين والمواطنين، وضمان حرية الحركة.

وأكد ناشطون محليون أن "استمرار اختطاف وسائل النقل التابعة للشركات العامة والخاصة، في ظل غياب تام للردع الأمني، يُفقد الثقة في قدرة الدولة على حماية الممتلكات والمواطنين، ويشجع على المزيد من الأعمال الإجرامية".

وطالبت قيادات مجتمعية وناشطون في أبين بتشكيل لجنة أمنية عاجلة للتحقيق في الحادث، وضبط الجناة، وتقديمهم للعدالة، مشددين على أن "السكوت عن هذه الانتهاكات يعني التواطؤ مع المعتدين، وتمهيد الطريق لمزيد من الفوضى والانفلات الأمني".

وفي الوقت الذي تواصل فيه الأجهزة الأمنية جهودها للبحث عن الباص المختطف والمسلحين، تبقى حالة الترقب سائدة في أبين، مع تزايد المخاوف من أن تتحول مثل هذه الحوادث إلى نمط متكرر يهدد استقرار المحافظة واقتصادها الحيوي.

الشركة تدعو إلى وقفة وطنية ضد الانفلات الأمني

وفي ختام تصريحه، دعت شركة أسمنت الوحدة "جميع الجهات المعنية إلى وقفة وطنية جادة لحماية الاستثمار، وتحصين الاقتصاد الوطني من أيدي الخارجين عن القانون"، مؤكدة أنها "ستواصل نشاطها الإنتاجي رغم التحديات، لكنها لن تقبل أن تُستهدف كياناتها وأبناؤها ".

وأكدت الشركة أنها ستسجل كافة الحوادث في محاضر رسمية، وستقدّم شكاوى قانونية إلى الجهات القضائية المختصة، داعية وسائل الإعلام والمجتمع المدني إلى "الوقوف إلى جانبها في الدفاع عن المشروع الوطني الكبير الذي تمثله".

موضوعات متعلقة