اختطاف أو اختفاء قسري؟ الأوساط الحقوقية في أبين تحتجّ على مصير المحامي حسين الهندي بعد رسالة غامضة تتنبأ بموته!

تتوتر الأجواء في محافظة أبين (جنوب اليمن) بعد اختفاء المحامي والناشط الحقوقي البارز حسين الهندي في ظروف غامضة مساء يوم الجمعة الماضي بمدينة جعار، فيما تلقت عائلته رسالة مروّعة تُلمّح إلى "انتحاره" بطريقة تثير الشكوك حول احتمال تعرّضه للاختطاف أو التصفية.
تفاصيل الاختفاء والرسالة الصادمة
بحسب رواية أقاربه، انقطع اتصال الهندي – المعروف بمواقفه الناقدة للفساد والانتهاكات – حوالي الساعة 8:30 مساءً أثناء تواجده خارج منزله. وبعد ساعات، وصلت زوجته سيمون حنش رسالة نصية من رقم مجهول، كُتب فيها: "سينتحر لأسباب مجهولة، وجثته ستُرمى في مكان ما مع ساعات الصباح الأولى"، دون أي تفسير أو تفاصيل تُذكر.
الرسالة، التي يُعتقد أنها محاولة لتصوير الحادثة كـ"انتحار"، أثارت ذعر العائلة ودفعت نشطاء ومحامين إلى التشكيك في الرواية الرسمية المتوقعة، خاصة في ظل سجل الهندي الطويل في فضح الفساد وتلقيه تهديدات سابقة.
تحركات عاجلة وغضب على الأرض والإنترنت
أطلق نشطاء ونقابات حقوقية حملة تضامن تحت وسم #أين_حسين_الهندي، مطالبين الأجهزة الأمنية بالتحقيق العاجل ورفع السرية عن تحركاته قبل اختفائه. كما نُظّمت وقفات احتجاجية أمام مقر الأمن في أبين، حيث طالبت عائلته بالكشف عن مصيره وملاحقة المتورطين.
من جهتها، قالت منظمة حقوقية محلية (فضلت عدم ذكر اسمها لأسباب أمنية) لـ"خبرنا":
"الرسالة المجهولة تشي بوجود جهة تحاول التغطية على جريمة، ونخشى أن يكون الهندي ضحية اختفاء قسري بسبب نشاطه الحقوقي".
سجل حافل بالجرأة والتهديدات
اشتهر الهندي، الذي يعمل محامياً في قضايا الحريات العامة، بكتاباته الساخرة التي تستهدف الفساد الإداري والعسكري في أبين، ما جعله عرضة لملاحقات أمنية وتهديدات مباشرة، وفق زملائه. وفي 2022، نجا من محاولة اعتقال تعسفي بعد تدخل حقوقي دولي.
تجاهل رسمي ومخاوف من مصير مأساوي
رغم مرور أكثر من 48 ساعة على الاختفاء، لم تصدر أي جهة رسمية بياناً واضحاً، ما عزّز مخاوف من تعطيل متعمّد للتحقيق. يُذكر أن أبين تشهد توتراً أمنياً متصاعداً بين فصائل مسلحة، وسط اتهامات متبادلة بتصفية الخصوم.
ختاماً، تبقى عائلة الهندي ومؤيدوه في انتظار أي تطور، بينما يُطرح سؤال ملحّ: هل يتم اختطاف الأصوات الناقدة في اليمن تحت غطاء "الانتحار" و"الحوادث الغامضة"؟