الأحد 3 أغسطس 2025 11:10 مـ 9 صفر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”اليد الخفية”: تسريب يفضح تدخلاً أمريكياً سرياً لإنقاذ الريال من الانهيار

الإثنين 4 أغسطس 2025 12:00 صـ 10 صفر 1447 هـ
تدخلاً أمريكياً سرياً لإنقاذ الريال من الانهيار
تدخلاً أمريكياً سرياً لإنقاذ الريال من الانهيار

في تطور لافت يعيد تشكيل المشهد الاقتصادي في اليمن، كشف الصحفي اليمني البارز صالح الحنشي عن وثيقة سرية تُشير إلى تدخل مباشر من قبل وزارة الخزانة الأمريكية لوقف مسلسل انهيار سعر صرف الريال اليمني، في خطوة تُعد مؤشراً على تصاعد القلق الدولي من التدهور الاقتصادي الحاد في البلاد.

وأكد الحنشي، في تغريدة موسعة على منصة "إكس" (تويتر)، أن التحركات الأخيرة التي أسهمت في تراجع أسعار الصرف في السوق الموازية "ليست نتاج قرارات محلية، بل تأتي في سياق تدخل أمريكي مباشر عبر صندوق الخزانة الأمريكية"، نافياً أن تكون الإجراءات الحكومية وحدها هي المسؤولة عن التحسن النسبي في سعر الريال.

وقال الحنشي: "لمن يزعم أن التحسن في سعر الصرف ناتج فقط عن إجراءات محلية، نقول: إن ما لا يُرى من وراء الكواليس هو ما يُحرك السوق. صندوق الخزانة الأمريكي هو اليد الخفية التي تعمل على استقرار الوضع النقدي في اليمن".

وأرفق الصحفي اليمني ما وصفه بـ"تسريب خفيف" من وثيقة تُظهر جدولاً لجلسات تحقيق مباشرة أجراها ممثلون عن وزارة الخزانة الأمريكية مع عدد من البنوك التجارية اليمنية الكبرى، وذلك خلال الأسبوع الماضي في العاصمة السعودية الرياض. وأشار إلى أن هذه الجلسات ركّزت على مراجعة العمليات المالية، وتدفقات النقد الأجنبي، ومصادر تمويل البنوك، بهدف كشف شبكات التلاعب في الصرف واتخاذ إجراءات عاجلة لضبط السوق.

وأوضح الحنشي أن "الهدف من هذه التحقيقات هو ضمان شفافية تدفق المساعدات المالية الدولية، ومنع استغلالها في مضاعفة الأزمة الاقتصادية، خصوصاً في ظل الشكوك المحيطة بدور بعض الكيانات المصرفية في تعميق أزمة السيولة".

وأضاف: "هذا مجرد تسريب خفيف، والباقي نتحفظ عليه"، مؤكداً أن "ما في الجعبة أكثر"، في إشارة إلى امتلاكه لمعلومات أو وثائق إضافية قد تُفجّر مفاجآت أكبر في الأيام المقبلة، رغم تردده في نشرها بسبب حساسيتها الشديدة.

ويأتي هذا التسريب في وقت تشهد فيه الأوساط الاقتصادية اليمنية حالة من الترقب، بعد تحسن طفيف في سعر صرف الريال أمام الدولار، خصوصاً في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، ما أثار تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا التحسن، وهل هو نتيجة تدخلات دولية أم إجراءات حكومية فعّالة.

ويرى مراقبون أن الكشف عن تدخل أمريكي مباشر يُعد مؤشراً على تحوّل في السياسة الاقتصادية الخارجية تجاه اليمن، حيث باتت واشنطن تنظر إلى الاستقرار المالي في البلاد كأحد مكونات الأمن الإقليمي والاستقرار الإنساني، خصوصاً مع تزايد الأزمة الإنسانية وخطر انهيار كامل للبنية الاقتصادية.

ويُتوقع أن يُعيد هذا التسريب فتح ملف الفساد المالي والانفلات المصرفي في اليمن، وسط دعوات متزايدة من خبراء اقتصاديين وناشطين إلى إجراء تحقيقات شفافة حول دور البنوك والصرافين في تلاعب أسعار الصرف.

وأثارت تغريدة الحنشي ردود فعل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تصدر الوسم #تدخل_أمريكي_لإنقاذ_الريال قائمة الأكثر تداولاً في اليمن، مع انقسام في التقييم بين مَن يرحب بالتدخل كفرصة لإنقاذ الاقتصاد، وبين مَن يحذر من تبعات التدخل الخارجي على السيادة الوطنية.

ويُنتظر أن تصدر جهات رسمية يمنية ودولية بياناً توضيحياً حول هذه التسريبات، في ظل تزايد الضغوط لمعرفة الحقيقة الكاملة وراء التحركات المالية الأخيرة في السوق اليمنية.

موضوعات متعلقة