الخميس 7 أغسطس 2025 09:31 مـ 13 صفر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

الحوثيون يُحوّلون حرم جامعة صنعاء إلى ساحة عسكرية وسط إدانات واسعة

الخميس 7 أغسطس 2025 12:11 صـ 13 صفر 1447 هـ
جامعة صنعاء
جامعة صنعاء

في استمرار لسياسة العسكرة المنهجية، حوّلت ميليشيا الحوثي الإرهابية حرم جامعة صنعاء إلى ساحة استعراض عسكري، تحت ذريعة إقامة "فعالية شعبية لخريجي دورات طوفان الأقصى".

وشهدت الفعالية مشاركة عناصر مسلحة بالزي العسكري، وسط هتافات طائفية، مما أثار موجة غضب واستنكار بين الأكاديميين والطلاب، الذين وصفوا الحدث بانتهاك صارخ لاستقلالية المؤسسات التعليمية.

إكراه الأكاديميين والطلاب

وفقاً لمصادر طلابية داخل الجامعة، تعرّض عدد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب لضغوط وتهديدات ممنهجة لإجبارهم على حضور الفعالية، في انتهاك واضح لحريتهم الأكاديمية. وأكدت المصادر أن الميليشيا استخدمت أساليب الترهيب لضمان مشاركة واسعة، في محاولة لإضفاء شرعية زائفة على الفعالية التي تُروج لأجندتها الأيديولوجية.

استنكار أكاديمي واستهداف للتعليم

عبّر أكاديميون عن سخطهم إزاء تحويل الجامعة إلى أداة للتجنيد والتعبئة الطائفية، مؤكدين أن هذه الممارسات تمثل تفكيكاً متعمداً لدور التعليم كمنصة للتفكير الحر والتخصص العلمي. وأشاروا إلى أن الميليشيا تواصل منذ سيطرتها على صنعاء عام 2014، عسكرة المؤسسات التعليمية، وإخضاعها لسيطرتها الأيديولوجية، مما أدى إلى تدهور المستوى الأكاديمي وهجرة الكفاءات.

نمط ممنهج لضرب استقلالية التعليم

تأتي هذه الخطوة ضمن سياسة الحوثي الرامية إلى تحويل الجامعات إلى أدوات لترويج الروايات السياسية والدينية المتطرفة، بدلاً من كونها مراكز إشعاع فكري وعلمي. وقد شهدت الجامعات في المناطق الخاضعة للميليشيا إقصاءً للأساتذة المستقلين، وتغييراً للمناهج لخدمة أجندتها، في انتهاك صارخ للمواثيق الدولية التي تضمن حيادية التعليم.

تداعيات محلية ودولية

أثار الحدث إدانات واسعة من منظمات حقوقية ودولية، التي وصفت ما حدث بـ"جريمة ضد المعرفة"، داعية إلى ضغوط دولية لوقف استغلال الميليشيا للمؤسسات التعليمية. من جهتها، حذّرت مصادر سياسية من أن عسكرة الجامعات ستعمق الانقسام المجتمعي، وتُفاقم أزمة التعليم في اليمن، التي تعاني أصلاً من تبعات الحرب.
بتحويلها جامعة صنعاء إلى ثكنة عسكرية، تؤكد ميليشيا الحوثي مجدداً عدم إيمانها بدور التعليم في بناء المجتمعات، معيدةً إنتاج نفس النموذج السلطوي الذي يقوّض أي فرصة للتنمية أو السلام. فيما يبقى السؤال: إلى متى ستستمر معاناة المؤسسات الأكاديمية تحت سطوة المشروع الحوثي؟