السبت 9 أغسطس 2025 06:27 مـ 15 صفر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

رئيس هذه الدولة بقيمة 50 مليون دولار.. أمريكا تعلن مكافأة ضخمة للقبض عليه!

السبت 9 أغسطس 2025 05:57 مـ 15 صفر 1447 هـ
دولارات - صورة تعبيرية
دولارات - صورة تعبيرية

كان الرقم صادمًا حتى في معايير واشنطن: 50 مليون دولار لمن يأتي برأس رئيس دولة حالي. لم يكن الأمر نكتة سياسية ولا مشهدًا من فيلم هوليوودي، بل إعلان رسمي من وزارة العدل الأمريكية، مضاعفةً المكافأة على نيكولاس مادورو، الرجل الذي يجلس على عرش فنزويلا منذ أكثر من عقد.

لكن خلف هذا المبلغ الفلكي، تختبئ قصة تداخلت فيها شحنات الكوكايين مع صناديق الاقتراع، وتحالفات غامضة مع أباطرة المخدرات، وأوراق اتهام تحمل توقيع أكبر مؤسسات الأمن في العالم.

من قصر الرئاسة إلى قوائم المطلوبين

بحسب الرواية الأمريكية، لم يكن مادورو مجرد سياسي متشبث بالسلطة، بل "زعيم عصابة" تقود شبكة كارتل دي لوس سولس، التي تعمل على ضخ أطنان من الكوكايين – الملوث أحيانًا بالفنتانيل – إلى قلب السوق الأمريكي. في يوليو 2025، صنّفت وزارة الخزانة هذه الشبكة "منظمة إرهابية عالمية"، وهو توصيف نادر الاستخدام، يُطلق عادة على أخطر الجماعات المتطرفة.

الملف الجنائي ضد مادورو ليس وليد الأمس. في عام 2020، وُجهت إليه اتهامات بالتعاون مع شبكات إجرامية مثل "قطار أراغوا" وكارتل سينالوا، قبل أن تتضخم القائمة مع ضبط أكثر من 30 طنًا من الكوكايين ومصادرة أصول تقدّر بـ 700 مليون دولار، تشمل طائرات خاصة وسيارات فاخرة.

السياسة فوق مائدة الاتهام

إلى جانب الاتهامات الجنائية، يتهمه البيت الأبيض بـ"خنق الديمقراطية" منذ انتخابات 2020، وادعاء الفوز في انتخابات 2024 من دون تقديم أدلة، وهو ما دفع واشنطن إلى عدم الاعتراف به رئيسًا. وزيرة العدل بام بوندي تصف الأمر بأنه "معركة لإخضاع زعيم دولة للقانون"، بينما يراه وزير الخارجية ماركو روبيو "تهديدًا مزدوجًا: إرهاب ومخدرات".

رد كاراكاس وحلفائها

في المقابل، تصر حكومة فنزويلا على أن الأمر مجرد "حيلة دعائية سياسية". وزير الخارجية الفنزويلي، إيفان جيل، يرى أن الهدف الحقيقي هو تحويل الأنظار عن أزمات واشنطن الداخلية. أما المكسيك، فذهبت أبعد من ذلك، مؤكدة أنها لا تمتلك أي دليل يربط مادورو بكارتل سينالوا، وواصفة الاتهامات بأنها "جديدة وغير مستندة".

مطاردة مفتوحة بلا سقف

مع رفع المكافأة إلى 50 مليون دولار، يدخل الملف مرحلة جديدة من الضغط الدولي على نظام مادورو. فالمطاردة الآن ليست محصورة في أروقة القضاء الأمريكي، بل باتت مفتوحة على كل الاحتمالات، من العقوبات المشددة إلى الصفقات السياسية، وحتى – كما يلمح بعض المحللين – سيناريوهات الإطاحة عبر أدوات غير تقليدية.

في النهاية، يبقى السؤال الذي يلاحق مادورو من كراكاس إلى واشنطن: هل سينتهي به المطاف أمام محكمة أمريكية، أم سيظل الرئيس الذي أفلت من أكبر مطاردة مالية في التاريخ السياسي الحديث؟.