الأحد 10 أغسطس 2025 11:15 مـ 16 صفر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”فضيحة تهز اليمن.. ساسة يُنفقون أموال الحرب على الأفراح بينما الأطفال يبحثون عن قوت يومهم!”

الإثنين 11 أغسطس 2025 12:26 صـ 17 صفر 1447 هـ
اثار الحرب
اثار الحرب

أثارت مشاهد متداولة على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي لحفلات زفاف باذخة يقيمها قادة وسياسيون يمنيون في قاعات فاخرة خارج اليمن، موجة غضب عارمة في أوساط المواطنين، الذين وصفوها بـ"الاستفزاز الصارخ" لمشاعر شعب يعاني ويلات الحرب والفقر والنزوح منذ نحو عقد من الزمن.

وتظهر المقاطع المتداولة حفلات زفاف تنظم في دول مثل الإمارات وتركيا ومصر، بُذخت فيها الملايين على تجهيزات القاعات والضيافة والملابس الفاخرة، في مشهد يناقض تمامًا الواقع الكارثي الذي يعيشه ملايين اليمنيين، حيث يُحرم الأطفال من الغذاء والدواء، وتتكدس مخيمات النازحين بمن فقدوا بيوتهم جراء القصف وانعدام الموارد.

"التمويل متاح للأفراح.. وممنوع عن مؤتمرات الحلول"

في تعليق لاذع، قال الكاتب والصحفي اليمني عادل الشجاع: "المفارقة المؤلمة أن هؤلاء القادة يرفضون تمويل أي مؤتمر وطني أو جلسات حوارية لإنقاذ البلد بحجة عدم وجود أموال، لكن نفس الجيوب تُفتح بسخاء لأجل حفلات الزفاف والمناسبات الشخصية!"، مضيفًا أن هذه المظاهر تتكرر كل بضعة أشهر دون أي اعتبار للوضع الإنساني الكارثي.

وأشارت تقارير محلية إلى أن بعض هذه الحفلات كلفت مبالغ طائلة تُقدّر بملايين الدولارات، في بلد يُصنف أسوأ أزمة إنسانية في العالم وفق الأمم المتحدة، حيث يعتمد 80% من السكان على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.

ناشطون: "العار يُلطخ وجوه المسؤولين"

انفجرت مواقع التواصل الاجتماعي بسيل من الانتقادات الحادة تحت وسم #اليمنيون_يموتون_والساسة_يُزهقون، واصفين الحفلات بأنها "رقصة على جثث الضحايا". وكتب الناشط محمد العبادي: "بينما طفل في تعز يموت كل ساعة بسبب سوء التغذية، وزوجة نازحة تبيع خاتم زواجها لشراء الخبز، نرى مسؤولين يُلقون بالدولارات في حفلات لا تمت لثقافتنا وتقاليدنا بصلة!".

بدورها، هاجمت منظمات حقوقية "الازدواجية الصادمة" لقيادات ترفض زيادة رواتب الموظفين أو إصلاح الخدمات الأساسية بحجة شح الموارد، لكنها تُنفق بلا حساب على مباهجها الشخصية.

خلفية الأزمة: الحرب والانقسام يفتكان باليمن

يعيش اليمن منذ 2014 حربًا دامية تسببت بمقتل مئات الآلاف، وتشريد الملايين، وتدمير البنية التحتية. ورغم الجهود الدولية لإحلال السلام، تظل الأزمة السياسية والاقتصادية مستعرة، فيما يتهم مواطنون أطراف الصراع بالانشغال بمصالحهم عن معاناة الشعب.

يأتي الجدل حول حفلات الزفاف الفاخرة في وقت أحيت فيه منظمات إغاثية التحذير من "مجاعة جماعية" تهدد ملايين اليمنيين، وسط تقليص المساعدات الدولية بسبب نقص التمويل.

ختامًا.. السؤال الذي يتردد بقوة: كيف يُبرر ساسة يمنيون إنفاق الملايين على حفلات زفاف بينما شعبهم يموت جوعًا؟ وهل ستتحول هذه الفضائح إلى محاسبة شعبية أو سياسية؟

موضوعات متعلقة