حمض المعدة.. المفتاح السري للهضم الصحي وامتصاص العناصر الغذائية

يعاني البعض من شعور بالثقل أو الانتفاخ بعد تناول الطعام، بينما يشعر آخرون براحة وخفة. ما السبب، في كثير من الحالات، يكون السر في حمض المعدة، ذلك السائل الحيوي الذي يُعد أحد أهم العوامل المؤثرة في عملية الهضم.
ما هو حمض المعدة؟
حمض المعدة هو سائل قوي تفرزه خلايا جدار المعدة، ويتكوّن أساسًا من حمض الهيدروكلوريك (HCl) إلى جانب كميات صغيرة من كلوريد الصوديوم والبوتاسيوم. دوره الأساسي هو تحويل الطعام إلى شكل يسهل امتصاصه، وتحفيز إنزيمات الهضم.
وظائف حمض المعدة وأهميته لجسمك
1. الدفاع عن الجسم وقتل البكتيريا
يُعتبر حمض المعدة خط الدفاع الأول ضد الجراثيم التي قد تدخل مع الطعام. فبفضل درجة حموضته العالية (ما بين 1.5 و3.5)، يستطيع القضاء على البكتيريا والطفيليات قبل وصولها إلى الأمعاء أو مجرى الدم، تمامًا كما تفعل خلايا الدم البيضاء.
2. امتصاص أفضل للعناصر الغذائية
بعض العناصر المهمة مثل الحديد، الزنك، الكالسيوم، المغنيسيوم، وفيتامين B12، لا يستطيع الجسم امتصاصها بمفرده. يقوم حمض المعدة بتفكيك هذه العناصر من الطعام لتتمكن الأمعاء من امتصاصها بشكل فعال. وبدون حمض كافٍ، حتى أفضل الوجبات لا تفيد الجسم كما ينبغي.
3. تكسير الطعام وبخاصة البروتينات
حمض المعدة يُنشّط إنزيم البيبسين، المسؤول عن هضم البروتينات. عندما لا يُفرز الحمض بكميات كافية، لا يتم هضم البروتين جيدًا، مما يؤدي إلى الغازات، الانتفاخ، وثقل المعدة بعد الوجبات.
4. إرسال الإشارات الهضمية
عند خلط الطعام بحمض المعدة، تبدأ سلسلة من الإشارات العصبية والهرمونية التي تُنبه الأعضاء الأخرى (كالبنكرياس والمرارة) للقيام بدورها، مثل إفراز الإنزيمات والصفراء، مما يسهل عملية الهضم الكاملة.
5. منع نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة
يساعد حمض المعدة في منع عودة البكتيريا الضارة من القولون إلى الأمعاء الدقيقة. عندما يكون مستوى الحمض منخفضًا، تتخمر الكربوهيدرات غير المهضومة، مما قد يسبب مشكلات معوية.
6. التحكم في فتح البوابة بين المعدة والأمعاء
تتحكم العضلة العاصرة البوابية في خروج الطعام من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة. هذه العضلة لا تُفتح إلا عندما يتم خلط الطعام بكمية مناسبة من الحمض. في حال ضعف الحمض، يتأخر الطعام في المعدة، ما يؤدي إلى عسر الهضم والارتجاع.
7. تقليل مسببات الحساسية
من الأدوار الأقل شهرة لحمض المعدة أنه يساعد على تفكيك البروتينات المثيرة للحساسية قبل أن تدخل مجرى الدم، ما يقلل من احتمالية تحفيز استجابات مناعية أو تحسس غذائي.
حمض المعدة ليس مجرد سائل هضمي، بل هو ركيزة أساسية لصحة الجهاز الهضمي والمناعة. الحفاظ على توازن حمض المعدة ضروري لهضم جيد، وامتصاص مثالي للعناصر الغذائية، ومناعة قوية. إذا كنت تعاني من مشاكل هضمية متكررة أو شعور بعدم الراحة بعد الأكل، فقد يكون السبب مرتبطًا بانخفاض حمض المعدة.