”مسام”.. ينزع الألغام ويزرع الأمل في اليمن

في خطوة تؤكد الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في ميادين العمل الإنساني إقليمياً ودولياً، يواصل المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن "مسام" أداء مهمته النبيلة، المتمثلة في نزع الألغام والذخائر غير المنفجرة، والتي أودت بحياة آلاف المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ، وأعاقت سبل العيش والتنمية في عدد من المحافظات اليمنية.
216.73.216.175
منذ انطلاقته في يونيو 2018م أثبت "مسام" أن العمل الإنساني لا يعرف الحدود، ولا يتوقف عند الجغرافيا، بل يتحرك وفق نداءات الاستغاثة ومناطق الخطر، لتأمين حياة آمنة وسليمة لليمنيين، بعيداً عن شبح الألغام المزروعة عشوائياً.
وبأرقامٍ تؤكد حجم الإنجاز، تمكن مشروع "مسام" حتى 10 أغسطس الجاري من نزع أكثر من 509 ألف لغم وذخيرة غير منفجرة، وتطهير ما يزيد عن 69 مليون متر مربع من الأراضي اليمنية، في واحدة من أكبر عمليات نزع الألغام على مستوى العالم.
لكن "مسام" لا يكتفي بجهود الطوارئ، بل يرسخ أهدافاً استراتيجية طويلة المدى، تشمل تدريب الكوادر اليمنية على عمليات نزع الألغام، وتأسيس بنية مهنية محلية مستدامة قادرة على مواصلة عمليات التطهير وفق أعلى المعايير الدولية، وبأدوات متطورة وتجهيزات حديثة.
ويُعد المشروع السعودي أحد الأذرع الإنسانية الفاعلة ضمن منظومة المساعدات السعودية المقدمة لليمن، حيث يعكس حرص المملكة على استعادة الأمن والاستقرار في اليمن، عبر خطة شاملة تشمل الاستجابة السريعة والتطهير الميداني والتوعية المجتمعية.
وفي كل منطقة يتم تطهيرها، تعود الحياة تدريجيًا؛ المدارس تُفتح، المزارع تُروى، الطرق تُستخدم، والأسر تعود إلى منازلها بعد سنوات من النزوح والخوف، ما يجعل من "مسام" أكثر من مجرد مشروع.. بل قصة حياة تُكتب بعرق وجهد وتضحية.
ويؤكد القائمون على المشروع أن الدافع الأساسي لعملهم هو حماية الإنسان اليمني، وتمكينه من استعادة حقه في الحياة الكريمة، بعيداً عن فخاخ الموت التي زُرعت دون وازع أخلاقي أو إنساني.