• الرئيسية
• المشهد اليمني

في مشهد مروع يعيد التذكير بهشاشة البنية التحتية وتفاقم الأزمة الإنسانية، ضربت سيول جارفة عدداً كبيراً من المحافظات اليمنية، ما أدى إلى عزل قرى، وجرف مركبات، وتدمير مساكن، ووفاة طفلتين في مأرب، وشاب في حضرموت بينما تواصل فرق الطوارئ في عدن شفط المياه وفتح الطرق المغلقة جراء تراكم الأحجار والوحل.

216.73.216.39

وتشير التقارير الأولية إلى أن أكثر من 10 محافظات تأثرت بشكل مباشر أو غير مباشر بالسيول، في وقت حذرت فيه السلطات المحلية والمنظمات الدولية من تفاقم الأوضاع الإنسانية، خصوصًا مع توقعات بهطول أمطار غزيرة تستمر حتى أكتوبر 2025.

تفاصيل الكارثة: من جرف المركبات إلى انهيار المنازل

في محافظة حضرموت، أُغلقت طرق رئيسية وعزلت قرى في مديريتي ساه ووادي العين بعد تدفق سيول وادي الغبر، التي جرفت سيارة بالكامل في وادي دوعن.

وفي وادي نسم بمديرية حريضة، سُجل تدفق سيول كبيرة، ما أدى إلى تعطيل حركة السير وتهديد مزارع وممتلكات المواطنين.

وفي أبين، نجت أسرة مكونة من نحو 10 أشخاص بأعجوبة بعد أن جرفت السيول السيارة التي كانوا يستقلونها في مديرية أحور. وتمكنوا من النجاة بالهروب إلى جبل قريب، في مشهد دراماتيكي يعكس مدى خطورة الوضع.

أما في وادي المقاطرة - معبق، الرابط الحيوي بين محافظتي تعز ولحج، فقد جرفت السيول أربع مركبات، بالإضافة إلى شاحنة نقل بضائع، ما تسبب في خسائر مادية فادحة، لكنه لم يُسجل أي خسائر بشرية. ومع ذلك، لا يزال الطريق مقطوعًا أمام معظم المركبات، مما يفاقم معاناة المسافرين ويعيق حركة التجارة والإغاثة.

وفي مأرب، شهدت مديرية الوادي مأساة إنسانية حيث توفيت طفلتان جراء انهيار سقف منزل طيني كان يأوي أسرتهما، نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت بشكل متواصل. وحذّرت مصلحة الدفاع المدني من استمرار الأمطار الغزيرة مصحوبة بعواصف رعدية ورياح شديدة، داعية السكان والنازحين إلى الابتعاد عن الأودية ومناطق تجمع السيول.

تحذيرات مبكرة: موسم أمطار كارثي قادم

في تطور خطير، كشفت نشرة الإنذار المبكر للأرصاد الجوية الزراعية الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) عن توقعات بهطول أمطار تفوق المعدلات الطبيعية بنسبة تصل إلى 60% في بعض المناطق.

وبحسب البيانات، من المتوقع أن يبلغ إجمالي هطول الأمطار في أغسطس 2025 نحو 150 ملم، بينما قد تشهد بعض المناطق أكثر من 300 ملم، ما يزيد من احتمالية حدوث فيضانات مفاجئة، خاصة في الأودية والمناطق المنخفضة.

السلطات تناشد: ابتعدوا عن مناطق الخطر!

دعت السلطات المحلية في مختلف المحافظات السكان، وخاصة النازحين الذين يعيشون في مخيمات أو مناطق مكشوفة، إلى الابتعاد عن مجاري السيول، والأودية، وأعمدة الكهرباء، والأشجار، تحسبًا لانهيارها أو صعق كهربائي.

كما دُعيت فرق الدفاع المدني والطوارئ إلى الاستنفار الكامل، وتفعيل خطط الطوارئ، مع توقعات بتفاقم الأوضاع خلال الأيام المقبلة.