• الرئيسية
• المشهد المحلي

في خطوة وصفها المراقبون بأنها "استباقية وحاسمة"، أصدرت السلطات الأمنية العليا في المحافظة قرارًا بعزل العقيد محمد الشيبة من منصبه كمدير للأمن السياسي في أبين، بعد أن ورد اسمه كأحد أبرز المتهمين في شبكة متخصصة في تهريب المهاجرين الأفارقة عبر طرق صحرائية خطرة، تُستخدم لنقلهم من دول القرن الأفريقي إلى مناطق في جنوب اليمن، تمهيدًا لنقلهم إلى دول الخليج.

216.73.216.10

ووفق مصادر أمنية مطلعة، فإن التحقيقات الأولية كشفت عن "علاقة مباشرة" للشيبة بتنظيمات تهريب تُدار عبر مراكز احتجاز سرية، حيث يُحتجز المهاجرون في ظروف غير إنسانية، ويُفرض عليهم فديات مالية مقابل الإفراج، أو تهريبهم إلى مناطق أخرى.

وأشارت المصادر إلى أن بعض الضحايا تعرضوا للتعذيب والابتزاز، في ما يُصنفه القانون الدولي كـ"جريمة اتجار بالبشر".

وأكدت المصادر أن قرار الإعفاء جاء بعد سلسلة من المتابعة الاستخباراتية، وبناءً على بلاغات من منظمات حقوقية دولية، منها تقرير صادر عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أشار إلى أن أكثر من 12 ألف مهاجر غير شرعي عُرضوا للخطر خلال العام الماضي فقط عبر طرق التهريب في جنوب اليمن، وأن أبين كانت أحد المحاور الرئيسية في هذه الشبكة.

القيادي الجديد: ناصر فريد الشدادي

في موازاة ذلك، تم تكليف العقيد ناصر فريد الشدادي بمهام مدير الأمن السياسي خلفًا للشيبة، في خطوة تهدف، بحسب مصادر حكومية، إلى "إعادة هيكلة الجهاز ومحاربة الفساد من الداخل".

ويُعرف الشدادي بسيرة أمنية حازمة، وسبق له العمل في وحدات مكافحة الإرهاب، مما يوحي بأن التعيين يحمل رسالة أمنية واضحة: لا تهاون مع من يوظف منصبه في جرائم تستهدف كرامة الإنسان.

ردود فعل واسعة ودعوات للتحقيق

القضية أثارت ردود فعل واسعة بين النشطاء الحقوقيين والسياسيين في الجنوب، حيث دعا ناشطون إلى فتح تحقيق شفاف ومستقل، ومحاسبة جميع المتورطين دون استثناء.

وقال أحد النشطاء:

"إذا كان مدير أمن سياسي متورطًا في تجارة البشر، فمن يضمن سلامة المواطن البسيط؟ هذه ليست مجرد قضية فساد، بل جريمة ضد الإنسانية".

وأضاف: "الشيبة ليس سوى"رأس جبل الجليد"، والشبكة تمتد إلى جهات قد تكون أقوى مما نتصور".