”لا بيان رسمي ولا توضيح… ما سرّ التحرك العسكري المفاجئ في قلب أبين؟”

في تطور ميداني مفاجئ يعيد خلط الأوراق الأمنية في جنوب اليمن، وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي إلى مدينة لودر في محافظة أبين، في خطوة تثير تساؤلات واسعة حول طبيعة المهمة وخلفيات القرار، وسط غياب تام للإفصاح الرسمي.
216.73.216.123
وبحسب مصادر محلية مطلعة، رصدت وصول قافلة عسكرية ضخمة إلى لودر، قبل أن تتحرك فوراً باتجاه "عقبة ثرة"، واحدة من أبرز الممرات الاستراتيجية التي تربط أبين بالبيضاء، وتُعد من النقاط الحيوية في المشهد الأمني والعسكري بالمنطقة الجنوبية.
ورغم عدم تحديد عدد القوات أو حجم المعدات المرافقة بدقة، إلا أن شهود عيان أشاروا إلى أن القافلة ضمت عدداً كبيراً من الآليات المدرعة وناقلات الجند، ما يوحي بحجم التحرك غير المسبوق، ويُرجّح أن هذه التعزيزات تُعدّ جزءاً من خطة عسكرية مدروسة.
غياب التوضيحات يعمّق الشكوك
لم يصدر أي بيان رسمي من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي يوضح أهداف هذه التحركات، أو الجهة التي أمرت بإرسال هذه القوات، ما أثار حالة من الترقب والقلق بين السكان المحليين، خشية تجدد المواجهات أو تصعيد غير معلن.
وتأتي هذه التطورات في ظل توترات أمنية متقطعة تشهدها محافظة أبين، خاصة في المديريات الغربية والحدودية، حيث تشهد مناطق مثل لودر وشقرة ومودية تبادلاً متكرراً للنفوذ بين قوى محلية وعسكرية مختلفة، في ظل افتقار واضح للسلطة المركزية.
هل هي تعزيزات أمنية أم تحرك استباقي؟
تشير تحليلات ميدانية إلى أن هذه التعزيزات قد تكون مرتبطة بـ:
- تعزيز الأمن في المناطق الحدودية مع البيضاء، خشية من تسلل مسلحين حوثيين أو توترات أمنية محتملة.
- فرض السيطرة على طرق إمداد حيوية، خصوصاً في ظل التنافس على الموارد والمنافذ.
- استباق تحركات عسكرية محتملة من جهات أخرى، في إطار صراع النفوذ الدائر بين الفاعلين في الجنوب.
وتعتبر "عقبة ثرة" نقطة جغرافية حساسة، حيث تُستخدم كطريق رئيسي لحركة القوات والبضائع، وتمثّل ممراً استراتيجياً بين محافظتين حيويتين في بنية التحالفات الجنوبية.