الأحد 24 أغسطس 2025 10:26 مـ 1 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

مسؤول جنوبي شجاع يحرج ”عيدروس الزبيدي” ويفضح قيادات الانتقالي

الأحد 24 أغسطس 2025 10:31 مـ 1 ربيع أول 1447 هـ
الكاتب خالد الذبحاني
الكاتب خالد الذبحاني

الكارثة الكبرى التي يعاني منها الشعب اليمني العظيم في كل أرجاء اليمن الحبيب، هي أن الغالبية الساحقة من القيادات اليمنية، وكبار المسؤولين يعتقدون أن المسؤولية ما هي إلا هنجمة وغطرسة وغرور وبطش ونهب وفعل ما يريدون دون حسيب ولا رقيب.

216.73.216.10

وهؤلاء لا تراهم يظهرون على الشاشات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي ومنصات السوشال ميديا إلا حينما تكون الأمور جيدة، كما حدث حين انخفظت العملات الأجنبية وارتفعت قيمة العملة اليمنية، لكي يعطوا الانطباع بأنهم يقفون وراء هذا المنجز الذي أسعد كل اليمنيين.

لكن حين تحدث الكوارث والمصايب يختفون مثل فص الملح حين يذوب في الماء، فحين انقطعت الكهرباء والماء والرواتب وارتفعت الأسعار إلى عنان السماء لم نشاهد اي تحرك، وتركوهم يواجهون تلك الظروف القاهرة دون أن يحركوا ساكنا، باستثناء المسؤولين الشرفاء والمخلصين الذين يبذلون جهود جبارة للتخفيف من معاناة اليمنيين.

وحين كانت السيول الهادرة تزمجر في مدينة عدن الباسلة، كان كبار المسؤولين مع عائلاتهم يسكنون الفنادق الفاخرة والقصور العامرة، ويتابعون تلك الكارثة عبر الاخبار ومواقع التواصل الإجتماعي، وكأنهم يتابعون فيلم من أفلام الرعب والتشويق وكأن أبناء عدن لا يعنون لهم شيء، ولن تهتز لهم شعرة حتى لو غرقت عدن وجرفت السيول منازل البسطاء وممتلكاتهم وقتلت أطفالهم وشردت شملهم.

في هذا الوقت العصيب ظهر مسؤول جنوبي شجاع وكاد يدفع حياته ثمنا من أجل إنقاذ ما يمكن انقاذه، ورغم إن هذا البطل ليس مسؤول كبير، لكنه اثبت انه كبير بأخلاقه وشجاعته ورجولته، فاحرج كل الجبناء الذين لاذوا بالفرار وتركوا أبناء عدن يواجهون مصيرهم المرعب.

انه البطل الشجاع، الدكتور "صلاح الشوبجي" مدير عام مديرية البريقة بالعاصمة المؤقتة عدن، الذي كاد يدفع حياته ثمنا لشجاعته ورجولته، لكن نجاه الله، فالراحمون يرحمهم الرحمن، فقد نجا "الشوبجي" من موت محقق بعد أن جرفته سيول عارمة أثناء محاولته البطولية إنقاذ مواطنين عالقين في منطقة بئر أحمد.

هذه الواقعة أثبتت لكل اليمنيين أن هناك شجعان وأبطال مستعدين للمخاطرة بحياتهم من أجل هذا الشعب المغلوب على أمره، وكشف الشوبجي عن بُعد إنساني نادر لمسؤول يضع حياة الناس فوق كل اعتبار.

الشكر وحده لا يكفيك أيها البطل الشوبجي، فقد وضعت كبار المسؤولين في موقف محرج، وفضحت كل القادة الجبناء الذين لا يفكرون إلا بانفسهم وأفراد عائلاتهم، أما حياة البسطاء من أبناء الشعب اليمني العظيم، فلا تعني لهم شيء، فقد لبيت النداء ولم تخشى الموت، لأنك شخص شجاع ومؤمن وصادق، وتدرك ان الموت والحياة بيد الله وحده، فقمت بواجبك خير قيام، وحفظك رب العزة من السيول الجارفة، ولا نامت أعين الجبناء.

موضوعات متعلقة