”عملية نفذت بنجاح وعادت بسلام: ما وراء الكواليس في الضربة الإسرائيلية على صنعاء”

في خطوة تصعيدية تُعدّ من بين الأكثر جرأة في تاريخ العمليات العسكرية الإسرائيلية خارج حدود الشرق الأوسط التقليدية، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة غارات جوية مكثفة مساء اليوم على العاصمة اليمنية صنعاء، استهدفت أكثر من 50 موقعًا عسكريًا وحكوميًا، بحسب ما أفادت وسائل الإعلام العبرية.
216.73.216.10
وفي تطور لافت، تضمنت الضربات غارة مباشرة على القصر الرئاسي — رمز السلطة في اليمن — في إشارة واضحة إلى أن "لا مكان آمنًا" للنظام المتحكم به من قبل جماعة الحوثي.
تصعيد غير مسبوق في العمق اليمني
نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي (Galei Tzahal) عن مصدر عسكري رفيع أن الغارة على القصر الرئاسي في صنعاء "ليست مجرد عملية تدميرية، بل رسالة استراتيجية مباشرة إلى الجماعات المسلحة في اليمن"، مؤكدًا أن "مواقع السلطة في مرمى نيراننا، وسنواصل التصرف بحزم ضد أي تهديد يمتد من اليمن إلى أمن إسرائيل".
وأوضح المصدر أن العملية تأتي ضمن "استراتيجية تصعيدية مدروسة" تهدف إلى ردع أي نشاط عدائي مصدره اليمن، خاصة في ظل التصعيد المتكرر لطلقات الصواريخ والطائرات المسيرة التي أُطلقت مؤخرًا من الأراضي اليمنية باتجاه جنوب إسرائيل أو عبر البحر الأحمر نحو أهداف استراتيجية.
وبحسب التقارير الأولية، نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة ضربات دقيقة استخدمت فيها تقنيات توجيه متطورة، وتمركزت الأهداف في مناطق متفرقة من صنعاء، شملت مواقع للاتصالات، قواعد عسكرية، مستودعات أسلحة، وبنى تحتية تُستخدم لتطوير وتشغيل الطائرات المُسيرة.
رغم البُعد الجغرافي الكبير بين إسرائيل واليمن، إلا أن الصراع دخل مرحلة جديدة بعدما أصبحت الحوثيون، الذين تدعمهم إيران، لاعبًا إقليميًا فاعلًا في تهديد الممرات البحرية وشن هجمات عبر المسيرات والصواريخ. ووفق مصادر استخباراتية غربية، نفذ الحوثيون أكثر من 150 هجومًا بالطائرات المُسيرة والصواريخ الباليستية منذ بداية عام 2024، استهدفت سفنًا تجارية وأحيانًا منشآت عسكرية في البحر الأحمر.