• الرئيسية
• المشهد الدولي

"ثماني وفيات جديدة بسبب الجوع، بينهم طفلان"، هكذا تلخص وزارة الصحة في غزة جانبًا من المأساة الإنسانية التي يعيشها القطاع تحت وطأة العدوان الإسرائيلي والحصار الخانق. لم يعد الموت نتيجة الغارات فقط، بل أصبح الجوع والحرمان من الدواء والغذاء سببًا آخر يحصد أرواح المدنيين، وخاصة الأطفال.

في تقريرها الصادر الأحد، أعلنت وزارة الصحة أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 64 شهيدًا و278 إصابة جديدة جراء القصف الإسرائيلي المستمر. وبذلك ترتفع حصيلة العدوان منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 62,686 شهيدًا و157,951 إصابة، معظمهم من النساء والأطفال.

وأضافت الوزارة أن الفترة الممتدة من 18 مارس/آذار 2025 وحتى اليوم وحدها شهدت سقوط 10,842 شهيدًا و45,910 إصابات، في وقت تتصاعد فيه الغارات الجوية على مختلف مناطق غزة.

وإلى جانب ضحايا القصف المباشر، كشفت وزارة الصحة عن 19 شهيدًا و123 إصابة خلال الساعات الماضية فيما بات يُعرف بـ"شهداء المساعدات"، أي أولئك الذين يُستهدفون أثناء بحثهم عن الغذاء، ليرتفع الإجمالي إلى 2,095 شهيدًا وأكثر من 15,431 إصابة منذ بداية الحرب.

أما الجوع، فبات وجهًا آخر للموت في غزة. فقد وثّقت الوزارة أمس وفاة ثمانية مدنيين، بينهم طفلان، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع إجمالي ضحايا الجوع إلى 281 شخصًا، بينهم 114 طفلًا. وتظهر صور من داخل القطاع طوابير طويلة من آلاف المدنيين الباحثين عن رغيف خبز، فيما يتزاحم الأطفال على فتات الغذاء المتاح.

وفي السياق نفسه، أكد المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ريك بيبيركورن، أن غزة تشهد رسميًا أول حالة مجاعة موثقة في تاريخ الشرق الأوسط. وقال إن أكثر من 12 ألف طفل شُخّصوا بسوء التغذية الحاد خلال يوليو/تموز الماضي وحده، وهو رقم غير مسبوق يعكس تفاقم الأزمة. وأوضح أن واحدًا من كل أربعة أطفال في غزة يعاني من سوء التغذية الحاد، وهو الأخطر والأشد فتكًا، بما يحمله من عواقب آنية وممتدة على حياتهم.

وزارة الصحة الفلسطينية حذّرت بدورها من أن الوضع الصحي وصل إلى "مرحلة كارثية غير مسبوقة"، مؤكدة أن استمرار استهداف المدنيين والحصار على الغذاء والدواء سيؤدي إلى "ارتفاع متسارع في أعداد الشهداء والمصابين".

216.73.216.10