غزة المحاصرة: 8 وفيات بمتلازمة غيلان باريه بسبب حرب التجويع الإسرائيلية

أطلق مدير عام وزارة الصحة في غزة منير البرش نداءً عاجلاً لإنقاذ مرضى متلازمة غيلان باريه، مؤكداً أن حياة العشرات منهم مهددة بالموت في ظل انعدام العلاج الأساسي والأدوية المنقذة. وقال إن المأساة لا تُختصر في القصف وحده، بل في الماء الملوث والطعام النادر وسوء التغذية، التي وصفها بأنها "أعداء غير مرئية تحصد الأرواح بصمت".
البرش أوضح أن الوزارة سجلت ثماني وفيات بين المصابين بالمتلازمة، ما يمثل أكثر من 10% من الحالات المؤكدة، مشيراً إلى أن العشرات يحتاجون إلى أجهزة تنفس صناعي للبقاء على قيد الحياة. وأكد أن تلوث المياه ونقص الغذاء وغياب العلاجات الضرورية مثل الغلوبولين المناعي والفصادة البلازمية، ضاعفت من خطورة المرض.
وتعد متلازمة غيلان باريه مرضاً نادراً يبدأ بضعف في الأطراف ثم يمتد إلى الجهاز العصبي المركزي، وقد يصيب أعصاب التنفس، وهو ما يفسر الحاجة الملحة لأجهزة التنفس الصناعي في غزة.
وتأتي هذه التطورات فيما تحذر الأمم المتحدة من مجاعة متسارعة في القطاع، إذ ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن سياسة التجويع الإسرائيلية إلى 313 فلسطينياً بينهم 119 طفلاً، وفق إحصائية وزارة الصحة حتى يوم الأربعاء.
الأزمة الإنسانية تفاقمت بعد أن واصلت إسرائيل إغلاق جميع المعابر منذ مطلع مارس، مانعة دخول المساعدات الإنسانية، رغم تكدس الشاحنات على الحدود. وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، دخل القطاع 2654 شاحنة مساعدات فقط خلال شهر كامل، بينما كان يفترض وصول 18 ألف شاحنة.
من جهتها، حذرت متحدثة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أولغا تشيريفكو، من تسارع وتيرة المجاعة، وسط عجز المستشفيات الغزية التي تعاني نقصاً حاداً في الأدوية والمستلزمات وانهياراً شبه كامل في قدراتها العلاجية والتشخيصية.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، خلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 62 ألف شهيد و158 ألف مصاب، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، في ظل اتهامات متزايدة لتل أبيب بارتكاب إبادة جماعية تشمل القتل والتجويع والتهجير القسري.
216.73.216.45