الإثنين 1 سبتمبر 2025 11:14 مـ 9 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”دراما طبية في عدن: دكتورة تُغلق عيادتها بعد معركة مع الفساد.. وتدخل عيدروس الزبيدي لم يُنجِها!”

الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 12:13 صـ 10 ربيع أول 1447 هـ
الدكتورة عكوش
الدكتورة عكوش

في خطوة أثارت موجة من الحزن والاستنكار في أوساط المرضى والناشطين، أعلنت الطبيبة اليمنية الشابة د. ليالي عكوش من مدينة عدن، اليوم، إغلاق عيادتها الطبية بشكل نهائي، واعتزالها المهنة، بعد سنوات من الكفاح ضد ما وصفته بـ"الفساد والتدخلات غير المشروعة" من جهات نافذة.

216.73.216.105

جاء القرار في منشور مؤثر نشرته بمناسبة عيد ميلادها، حيث كتبت:

"اليوم، في عيد ميلادي، أُعلن إغلاق العيادة... لم أعد أملك طاقة لخوض معارك لا علاقة لها بالطب، بل بالسيطرة والمال والمنافع."

وأضافت: "مررت بظروف قاسية، واستُهدفت ثلاث مرات منذ 2017. كل مرة أُغلق، يُعاد فتح العيادة بصعوبة... لكن السبب نفسه يعود: مصالح تجار يُهدّد تميّزي وجودتي."

تدخل عيدروس الزبيدي لم يُجنبها المصير

يُذكر أن قصة د. ليالي عكوش لاقت صدى واسعًا في الاشهر الماصية، عندما أُغلقت عيادتها بشكل تعسفي، ما أثار حملة تضامن شعبية واسعة عبر منصات التواصل.

وتدخل آنذاك رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، لحل الأزمة، حيث أمر بإعادة فتح العيادة بعد تدخل رسمي، في خطوة وُصفت وقتها بـ"الانتصار للطب النزيه".

لكن الطبيبة كشفت اليوم أن القرار لم يُنفذ بالشكل الكلي، وأن "الضغوط استمرت من خلف الكواليس"، مشيرة إلى أن "بعض المتنفذين استخدموا وسائل غير مباشرة لإرباك عمل العيادة، من تضييق إداري إلى حملات تشويه، وحتى تهديدات غير مباشرة."

"قدمت رعاية بجودة عالية.. فعاقبوني لأنني لم أنتمِ لشبكة!"

تميّزت د. ليالي عكوش بتقديم خدمات طبية متقدمة بأسعار مُيسّرة، خاصة للفئات المهمّشة، ما جعل عيادتها وجهة لمئات المرضى من عدن ومناطق أخرى. وبحسب إحصاءات غير رسمية، استقبلت العيادة أكثر من 12 ألف مريض خلال ثلاث سنوات، مع تقييمات استثنائية على منصات التواصل.

لكن هذا النجاح كان أيضًا سببًا في استهدافها، حسبما أوضحت:

"كنت أُعالج الناس بضمير، لكن بعض الجهات رأت في تميزي تهديدًا لاحتكارها للخدمات الطبية بأسعار خيالية."

وداع مؤثر: "دورة الوداع" تُختتم مشوارًا حافلًا

رغم القرار الصعب، أكدت د. عكوش أنها لن تترك مرضاها فجأة، وستُكمل الجلسات العلاجية المتبقية خلال الأسابيع القادمة، على أن تُنظم "دورة وداعية" نهاية الشهر الجاري، كختام رمزي لمسيرتها الطبية.

كما وجهت شكرًا خاصًا لعائلتها، ولمرضى "أظهروا لي أن الحب الحقيقي يُشفى به أكثر من الدواء"، ولكل من دعمها، بما فيهم الناشطون والصحفيون الذين نقلوا قضيتها.

إنذار خطير: هل يُعاقَب الطبيب النزيه في اليمن؟

إغلاق عيادة طبيبة نزيهة ومتميزة مثل د. ليالي عكوش ليس مجرد خسارة شخصية، بل مؤشر على تدهور خطير في بيئة العمل الطبي في الجنوب اليمني، حيث يُستبعد الكفاءات، ويُستفاد من النفوذ للسيطرة على القطاع الصحي.

وبحسب تقارير محلية، فإن أكثر من 40 عيادة خاصة في عدن تعرضت لإغلاقات تعسفية أو ضغوط خلال السنتين الماضيتين، غالبًا بذرائع إدارية، بينما تُفتح أبوابها لمن يمتلك "الواسطة".

"لقد استُخدمت ضدّي كل الأدوات: التضييق، التشويه، التهديد... لكن أصعب شيء كان شعوري أنني لم أعد أقدر على حماية نفسي ومهنتي."

موضوعات متعلقة