تراجع حاد في أسواق السندات العالمية.. الخسائر الأكبر للديون طويلة الأجل

تعرضت أسواق السندات العالمية لموجة بيع حادة مع تصاعد القلق لدى المستثمرين بشأن معدلات التضخم، وزيادة إصدارات الديون، وتراجع الانضباط المالي، مما أثر على الثقة في أصول كانت تعتبر من بين الأكثر أمانًا.
ارتفاع عوائد السندات الأميركية والبريطانية واليابانية
216.73.216.131
شهدت عوائد سندات الخزانة الأميركية ارتفاعًا ملحوظًا، حيث اقتربت عوائد سندات الـ30 عامًا من مستوى 5%، وهو مستوى حساس للأسواق. كما صعدت عوائد السندات البريطانية لأجل 30 عامًا إلى 5.75%، مسجلة أعلى مستوى منذ عام 1998. وفي اليابان، ارتفعت عوائد السندات لأجل 20 عامًا إلى أعلى مستوياتها في هذا القرن.
في المقابل، سجلت السندات الأسترالية لأجل 10 سنوات ارتفاعات غير مسبوقة منذ يوليو 2025، فيما توقفت عوائد ديون منطقة اليورو عن الارتفاع بعد ثلاثة أيام من الارتفاع المستمر.
مخاوف الإنفاق الحكومي والتضخم تهيمن على السوق
يرجع هذا التراجع في سوق السندات إلى مخاوف المستثمرين من الإنفاق الحكومي المكثف وتأثيراته التضخمية على الاقتصاد العالمي. كما ساهمت إصدارات السندات الجديدة من الشركات، إلى جانب الغموض حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، في زيادة الضغوط على الأسواق المالية.
أداء ضعيف للسندات طويلة الأجل خلال سبتمبر
قال أندرو تايسهورست، استراتيجي في شركة "نومورا هولدينغز"، إن ضعف أداء السندات طويلة الأجل خلال سبتمبر أصبح ظاهرة معتادة، حيث "لا يمكن معالجة قضايا العجز والدين بسهولة"، مضيفًا أن "المنحنيات الأكثر حدة أصبحت الوضع الطبيعي الجديد".
تراجع مؤشر "بلومبرغ" للعائدات على السندات العالمية بنسبة 0.4% يوم الثلاثاء، مسجلاً أكبر خسارة يومية منذ يونيو 2025، رغم أن المؤشر ما يزال مرتفعًا منذ بداية العام.
تزايد الإقبال على استراتيجيات "الاستيبنرز" بين المستثمرين
أدى بيع السندات طويلة الأجل إلى زيادة الطلب على استراتيجيات "الاستيبنرز" (Steepeners)، التي تحقق أرباحًا عندما يتسع الفارق بين عوائد السندات طويلة وقصيرة الأجل.
شهدت نيوزيلندا واتساع منحنى العائد بعد خفض البنك المركزي أسعار الفائدة، كما نفذ بنك إندونيسيا خفضًا مفاجئًا، مما دعم هذه الاستراتيجيات.
الرهان على السندات قصيرة الأجل وسط ضغوط على الاحتياطي الفيدرالي
في ظل الضغوط المتزايدة على الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، يفضل المستثمرون السندات قصيرة الأجل بسبب حساسيتها للتغيرات في السياسة النقدية. ويرى أندرو كانوبي من "فرانكلين تمبلتون" أن سندات الخزانة لأجل عامين ستتفوق على نظيراتها لأجل عشر سنوات، معتبراً أن التضخم يتجه نحو المستهدف والضغوط المالية لا تزال كبيرة.